الأخت / الملكة نــــــــور
} وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً
وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }
هم الذين يمشون بين الناس بتواضع و سكون و لا يتكبرون علي الناس .
} وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً }
يكثرون من قيام الليل .. يصلوا بالليل و الناس... نيام .
} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً
إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً {
دعاؤهم هذا أمارة على شدة مخافتهم الذنوب فهم يسعون
في مرضاة ربهم لينجوا من العذاب .
{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً }
لم ينفقوا في معصية و لم يمنعوا عن طاعة .
{ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ
وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً {
لا يليق بمن أضافهم الرحمن إليه إضافة الاختصاص ،
وذكرهم ووصفهم من صفات المعرفة والتشريف وقوع هذه الأمور القبيحة
و توضيح لعظم هذه الذنوب .
{ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
هذا من فضل الله علينا انه من أذنب و ندم و تاب توباَ نصوحاَ ..
تاب الله عليه و بدل سيئاته كلها حسنات ..
ما هذا الكرم ولله إن الله هو الكريم المنان .
} يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ
وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ
وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً
يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً {
{ وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً }
يستمر على توبته ولا يرتد على عقبيه فيكون وعدا من الله تعالى
أن يثبته على القول الثابت إذا كان قد تاب وأيد توبته بالعمل الصالح .
{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً }
و ذكر شهادة الزور من عظم هذه المعصية
قال الرسول صلي الله عليه وسلم :
( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر . ثلاثا ،
قالوا : بلى يا رسول الله ،
قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا ،
قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته يسكت . ) .
إذا مروا بمجلس اللهو والباطل مروا كراما مسرعين معرضين .
{ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً }
} الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَ ذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً }
الذين يسألون الله أن يخرج من أصلابهم و ذرياتهم من يطيعه و يعبده
قال ابن عباس : يعنون من يعمل بالطاعة ، فتقر به أعينهم في الدنيا
والآخرة و يدعو أن يجعلهم الله أئمة يقتدى بهم في الخير .
{ أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً
خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً {
أولئك هم عباد الرحمن يجزون الجنة بما صبروا علي طاعة ربهم
و تركهم المعاصي يلقون في الجنة التحية و الاحترام و التوقير
فإن الملائكة يدخلون عليهم من كل باب ،
{ سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }
اللهم اجعلنا من عبادك الرحمن واصرف عنا عذاب جهنم
إن عذابها كان غراما