أهم الخصائص المميزة للإدارة في الإسلام؟
تنتمي الإدارة في الإسلام إلى العقيدة الإسلامية الخالدة والتي تصلح
لكل زمان ومكان ولذلك فهي إدارة ترتكز على القران والسنة وهذه ميزة لها
على سائر النظريات المعاصرة الأخرى حيث أدخلت بعد اجتماعي
مهما ومؤثرا على السلوك الإدارية داخل المنظمة هذا البعد الأخلاقي
الذي لا تقام الإدارة في الإسلام بدونه .
لقد حدد عدد من الكتاب بعض من الخصائص الميزة للإدارة في الإسلام
ويمكن إجمال هذه الخصائص فيما يلى :
1- مثالية في أخلاقياتها وواقعية في تطبيقها
تعتبر الإدارة في الإسلام إحدى الوسائل التى تستخدمه الدولة الإسلامية
أو المجتمع أو الفرد للوصول إلى غاياتها ووظائفها والإدارة كوسيلة
يجب أن تعكس مبادئ وأخلاقيات العقيدة الإسلامية التى على المدير
أن يلتزم بها كما جائت في الشريعة الإسلامية فهو إن استطاع إن يفلت
من البشر فأنه لاستطيع أن يفلت من مراقبة الله عز وجل فالعقيدة الإسلامية
هي التى توجه سلوك الفرد المسلم داخل المنظمة وخارجها وتوجد
عندها التزاما خلقيا لإطاعة الله واجتناب نواهيه فالعقيدة الإسلامية توفر
للمنظمات الإدارية أفرادا مؤمنين يتحملون المسئولية الوظيفية الموكلة لهم
ومع أن هذه المبادئ مثالية في طبيعتها إلا أنها واقعية من حيث التطبيق
لأننا إذا تكلمنا عن الإدارة الإسلامية فأننا لنتكلم عن خيال وإنما عن واقع
طبق في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وخلافائه الراشدين ومن
جاء بعدهم من خلفاء مهدين ولذلك نستطيع القول بأننا لان تكلم من فراغ
ولا أمنيات بعيدة عن الواقع وغنما نتكلم عن إعادة تطبيق ما ثبت نجاحه
فى الماضي ، فلإدارة في الإسلام إدارة تستند إلى أيديولوجية الإسلام
التى تستمد منها مبادئها وقيمها الأخلاقية.
تعتبر الشورى ركن من أركان الحكم والأدارة في الإسلام
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير أهل الرأى من أصحابه في الكثير
من المواقف وهو الذي يتلقى التشريع وحيا من الله تعالى ولم يكن يفل ذلك
لحاجته الى رأى أصحابه وهو الرسول الذي يتقى الوحي من ربه وإنما
فقط لإرسال مبدأ شورى ولتكون سنة لأمته من بعده كما سار الخلفاء
الراشدون على النهج المحمدي فلم يبت أحدهم في أمر من الأمور
دون الرجوع الى أهل الشورى من الصحابة والتابعين والشورى
هى استطلاع رأى الأمة أو من ينوب عنها في الأمور العامة المتعلقة بها
وورد الأمر بالأخذ في القران الكريم ولذلك أصبحت قاعدة واجبة وملزمة
في أمور الأمة العامة واكتفى القران الكريم بالنص عاليها وترك تفاصيلها
للأمة تكفيها فوق ظروفها المتغيرة والشورى مقيدة في حدود ما لم يرد
فيه نص من القران أو السنة وفيما لا يخرج عما جاد فيهما أما إذا قطع
القران والسنة فهو خارج عن نطاق الشورى ولقد ورد ذكر الشورى
في القران الكريم في العديد من السور فقد جاء في قوله تعالى :
{ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }
وهناك العديد من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم
وأقوال الخلفاء الراشدين فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( ما خاب من استخار ولاندم من استشار )
3- تهتم بالإشباع الشامل لحاجات الفرد الروحية والفكرية والمادية
ولقد عرف الإسلام الإنسان بأنه مخلوق من طين وروح وفكر وهذا
ما تم تحديده في قوله تعالى ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين وهذا
يمثل البعد المادي للإنسان ويتم إشباعه كما تشبع الحاجات الفسيولوجية
للكائنات الحية وقوله عز وجل :
{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ }
وهذا يمثل التكوين الروحي للإنسان وقوله تعالى علم أدم الأسماء كلها
وهذا يمثل البعد الفكري المعرفي الذي ليشبعه إلا العلم كما دعا الإسلام
إلى إشباع متوازن لهذه الحاجات دون تفضيل حاجة على أخرى وإشباعها
باعتدال دون تفريط ولا إفراط .
الرقابة هي إحدى وظائف الإدارة والتي يقوم المدير بموجبها بمقارنة الانجاز
الفعلي للموظفين المطلوب لذلك بهدف التعرف على الأنحرافات وقياسها
واتخاذ الإجراءات التصحيحية للإعادة في سير العمل ووفق خطط المرسومة
أما من الناحية الزمنية فقد تكون الرقابة السابقة على حدوث الحدث
أي رقابة وقائية بحيث تحدث قبل حدوث الانحراف وقد تكون أثناء
حدوث الحدث أي رقابة متزامنة فتقوم بتصحيح الخطأ أثناء حدوثه وقد تكون
بعد حدوث الحدث أي الرقابة التصحيحية تقوم بتصحيح الانحراف بعد حدوثه
وتختلف الرقابة في الإسلام عنها في النظم الأخرى في المصدر والنهج
حيث تستند الرقابة الإسلامية إلى مصدر رباني حدده الله تعالى للبشر
لسير أمور الدين والدنيا بينما تستند نظم الرقابة الوضعية إلى مصدر بشرى
قد يصلح لتسير أمور الدنيا فقط ويتطلب تغيره وتعديله ليتناسب مع التغيرات
المستجدة والرقابة الذاتية هي أهم وأدق وأضمن أنواع الرقابة
وأكثرها استقرار وتقوم على رقابة المسلم على سلوكه وجعله منسجما
مع تعاليم الشريعة الإسلامية وتعتمد على يقظة الضمير وصحوته وربطه
مع الله عز وجل الذي لاتخفى عليه خافية وفى هذا الصدد
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( أعبد الله كأنك تراه فأن لم تراه فأنه يراك )
ينظر إلى المجتمع الأسلامى على أنه مجتمع التكافل والتضامن ويلتقي
فيه الفرد والمنظمة عند هدف نهائي واحد هو عبادة الله في الأرض
ولذلك لامجال لوجود نزاعاتبين الأفراد والمنظمات أو إعمال وأرباب العمل
لأنهم يجتمعون في هدف واحد يوجد بينهم جو من الانسجام والوئام
ولذلك نجد أن ظاهرة التنظيم غير الرسمية محدودة الظهور وهى التى تنتج
عن عدم تطابق أهداف الفرد مع أهداف المنظومة في الإدارات الحديثة
ووحدة الهدف تؤدى إلى توحيد الجهود والإمكانات المتوافرة وتوجيهها
اتصفت الإدارة في الإسلام بالمرونة فلم تبع نموذج واحد من النماذج
الإدارية المعروفة بل اتبعت أسلوبا موقفيا مرنا تجاوب مع الظروف والحلات
التى توجهها الدولة في ظروف معينة وهذا ما نجده في العلاقات التنظيمية
بين الإدارة المركزية والمحليات وفى التقسيمات الإدارية المختلفة
وعلاقتها مع الكومة المركزية فما دام هناك تمسك بأخلاق فى الدين الأسلامى
وقيمه ولا يوجد تقيد على إدارتنا المعاصرة في اختيار أي أسلوب إداري
يتناسب مع أوضاعها التى تواجهها وما يتناسب مع حاجات المجتمع .
7- ذات قيادة وسطية ومهارة إنسانية
فهي ليست متسلطة استبدادية وليست قيادة متسيبة ولكنه قيادة تقوم
على إيجاد توازن بين أاهتمام بالفرد والاهتمام بالمهمة دون التسبب
في معاناة الأفراد وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية كما إنها لا تبال في تدليل
الأفراد وتقديم التنازلات لهم على حساب المهمة ولكنها تقوم على ما وصفه
عمر بن الخطاب رضي اله عنه في قوله :
[ إنا هذا الأمر لا يصلح فيه إلا اللين في غير الضعف والقوة في غير عنف ]
وقد رسخ الإسلام قاعدة أساسية في اختيار الأصلح في الوظيفة العامة
وذلك لتحديد ركني الوظيفة وهما القوة والأمانة والمقصود بالقوة هي
توافر المؤهلات لوظيفة معينة لمعارف ومهارات وخبرات أما الأمانة فترجع
إلى خشية الله وعدم خشية الناس وإلا يحقق الفرد مصالحته الشخصية
على حساب معصية الخالق عز وجل وهى التى تعزز قوة الردع والرقابة
الذاتية لدى الموظف ولا بد من التأكيد على أن نظم الإدارة المعاصرة تركز
على ركن القوة في اختيار الموظفين وتهمل ركن الأمانة التى تشكل أعلاج
التى تعانى منه غدارتنا المعاصرة من قلة التزام موظفيها وقلة انتاجها
بالرغم من توافر المؤهلات العلمية لديهم .
9- ذات مسئولية رعوية وسلطة مطاعة
لقد حدد الإسلام نطاق مسئولية وحدد معالمها بشكل لم يجير أي نظام
وضعي فقد جسد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى فى قوله :
( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )
ويحدد الله سبحانه وتعالى بقوله :
{ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ }
ولتمكين المسلم المسئول من القيام بالمسئوليات الملقاة على عاتقه
فقد أعطاه الإسلام سلطة كافئه لمسئولياته وطلب من الأفراد إطاعة
هذه السلطة فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
( أسمعَ وأطيعَ وإن كانَ عبدًا حبشيًّا مجدَّعَ الأطرافِ ).