{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما } .
اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك
سيدنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
[ غـَـزَواتـُـه صلى الله عليه و سلم ( ج ) ]
سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بأبي سفيان بن حرب مقبلاً من الشام
في عير لقريش عظيمة فيها أموال لقريش ، و تجارة من تجاراتهم ،
و فيها ثلاثون رجلاً من قريش ، أو أربعون ،
منهم مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ،
و عمرو بن العاص بن وائل بن هشام .
و قال صلى الله عليه و سلم :
( هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها )
فانتدب الناس فخف بعضهم و ثقل بعضهم ،
و ذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يلقى حربا ،
و كان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار
و يسأل من لقي من الركبان تخوفا على أمر الناس .
حتى أصاب خبرا من بعض الركبان أن محمدا قد استنفر أصحابه
لك و لعيرك فحذر عند ذلك ،
فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري ، فبعثه إلى مكة ،
و أمر أن يأتي قريشا فيستنفرهم إلى أموالهم
و يخبرهم أن محمدا قد عرض لها في أصحابه ،
فخرج ضمضم بن عمرو سريعا إلى مكة .
فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين
لثمان ليالٍ خلون من شهر رمضان ، من السنة الثانية للهجرة ،
و دفع اللواء إلى مصعب بن عمير ،
و كان أمام رسول الله صلى الله عليه و سلم رايتان سوداوان
إحداهما مع علي بن أبي طالب ، يقال لها : العقاب ،
و الأخرى مع بعض الأنصار .
و كانت إبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ سبعين بعيرا ،
و عددهم : ثلاثمائة و بضعة عشر رجلاً ،
و كان قوام جيش قريش نحو ألف و ثلاثمائة مقاتل في بداية سيره ،
و كان معه مائة فرس و ستمائة دِرْع ، و جمال كثيرة لا يعرف عددها بالضبط .
و النصر المبين لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، و صحابته المؤمنين ،
و قد استشهد من المسلمين في هذه المعركة أربعة عشر رجلًا ،
ستة من المهاجرين و ثمانية من الأنصار .
أما المشركون فقد لحقتهم خسائر فادحة ،
فقد قتل منهم سبعون ، و أسر سبعون ، و عامتهم القادة و الزعماء و الصناديد .
[ و قد كانت أول معركة فاصلة بين الكفر و الإيمان ] .