( ممَا جَاءَ فِي : النَّهْيِ عَنْ الْمُحَاقَلَةِ وَ الْمُزَابَنَةِ )
حَدَّثَنَاقُتَيْبَةُحَدَّثَنَايَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِالْإِسْكَنْدَرَانِيُّ
عَنْسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍعَنْ أَبِيهِ رضى الله تعالى عنهم
عَنْأَبِي هُرَيْرَةَرضى الله تعالى عنه قَالَ:
[ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَنْ الْمُحَاقَلَةِ وَ الْمُزَابَنَةِ ]
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَسَعْدٍ وَجَابِرٍ
وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَأَبِي سَعِيدٍ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُأَبِي هُرَيْرَةَحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَالْمُحَاقَلَةُ بَيْعُ الزَّرْعِ بِالْحِنْطَةِ وَالْمُزَابَنَةُ بَيْعُ الثَّمَرِ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ بِالتَّمْرِ
وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ كَرِهُوا بَيْعَ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ
يَأْتِي تَفْسِيرُهُمَا عَنِالتِّرْمِذِيِّ .
قَوْلُهُ : (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَنِ الْمُحَاقَلَةِ وَ الْمُزَابَنَةِ)
قَدْ جَاءَ تَفْسِيرُ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ فِي الْحَدِيثِ ، وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ .
رَوَىالْبُخَارِيُّ،وَمُسْلِمٌ
عَنِابْنِعُمَرَرضى الله تعالى عنهما قَالَ :
[ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَنِ الْمُزَابَنَةِ
أَنْ يَبِيعَ تَمْرَ حَائِطِهِ إِنْ كَانَ نَخْلًا بِتَمْرٍ كَيْلًا ،
و إِنْ كَانَ كَرْمًا أَنْ يَبِيعَهُ بِزَبِيبٍ كَيْلًا] ،
[ وَإِنْ كَانَ زَرْعًا أَنْ يَبِيعَهُ بِكَيْلِ طَعَامٍ ] .
نَهَى عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، وفِي رِوَايَةٍ لَهُمَا : نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ ،
قَالَ : " وَالْمُزَابَنَةُ :
" أَنْ يُبَاعَ مَا فِي رُءُوسِ النَّخْلِ بِتَمْرٍ بِكَيْلٍ مُسَمًّى إِنْ زَادَ فَلِي ، وَإِنْ نَقَصَ فَعَلَيَّ "
و عَنْ جَابِرٍ رضى الله تعالى عنه قَالَ:
[ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَنِ الْمُخَابَرَةِ وَ الْمُحَاقَلَةِ وَ الْمُزَابَنَةِ ،
وَ الْمُحَاقَلَةُ : أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ الزَّرْعَ بِمِائَةِ فَرَقٍ حِنْطَةٍ ...الْحَدِيثَ ]
رَوَاهُمُسْلِمٌ، كَذَا فِي الْمِشْكَاةِ
قَوْلُهُ : ( و فِي الْبَابِ عَنِابْنِعُمَرَوَ ابْنِ عَبَّاسٍوَ زَيْدِبْنِ ثَابِتٍ
وَ سَعْدٍوَ جَابِرٍوَ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍوَ أَبِيسَعِيدٍ)
أَمَّا حَدِيثُابْنِعُمَرَوَ جَابِرٍفَقَدْ تَقَدَّمَ آنِفًا ،
وأَمَّا حَدِيثُابْنِ عَبَّاسٍفَأَخْرَجَهُالْبُخَارِيُّ،
وأَمَّا حَدِيثُزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍفَلْيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَهُ ،
وأَمَّا حَدِيثُسَعْدٍفَأَخْرَجَهُالتِّرْمِذِيُّفِي هَذَا الْبَابِ ،
وأَمَّا حَدِيثُرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍفَلْيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَهُ ،
وَأَمَّا حَدِيثُأَبِي سَعِيدٍفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُأَبِي هُرَيْرَةَحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
قَوْلُهُ : ( وَ الْمُحَاقَلَةُ بَيْعُ الزَّرْعِ بِالْحِنْطَةِ )
قَالَالْجَزَرِيُّفِي النِّهَايَةِ :
الْمُحَاقَلَةُ مُخْتَلَفٌ فِيهَا قِيلَ هِيَ اكْتِرَاءُ الْأَرْضِ بِالْحِنْطَةِ ،
هَكَذَا جَاءَ مُفَسَّرًا فِي الْحَدِيثِ ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الزَّرَّاعُونَ بِالْمُحَارَثَةِ ،
وقِيلَ هِيَ الْمُزَارَعَةُ عَلَى نَصِيبٍ مَعْلُومٍ كَالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَنَحْوِهِمَا ،
وَقِيلَ هِيَ بَيْعُ الطَّعَامِ فِي سُنْبُلِهِ بِالْبُرِّ ،
وقِيلَ : بَيْعُ الزَّرْعِ قَبْلَ إِدْرَاكِهِ ، وإِنَّمَا نَهَى عَنْهَا ؛ لِأَنَّهَا مِنَ الْمَكِيلِ ،
وَلَا يَجُوزُ فِيهِ إِذَا كَانَا مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ ، وَيَدًا بِيَدٍ ،
وهَذَا مَجْهُولٌ لَا يُدْرَى أَيُّهُمَا أَكْثَرُ ، وفِيهِ النَّسِيئَةُ . انْتَهَى .
( وَالْمُزَابَنَةُ بَيْعُ الثَّمَرِ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ بِالتَّمْرِ )
قَالَالْجَزَرِيُّفِي النِّهَايَةِ : الْمُحَاقَلَةُ :
مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْحَقْلِ ، وَهُوَ الزَّرْعُ إِذَا تَشَعَّبَ قَبْلَ أَنْ يَغْلُظَ سُوقُهُ ،
وقِيلَ هُوَ مِنَ الْحَقْلِ ، وَهِيَ الْأَرْضُ الَّتِي تُزْرَعُ وَيُسَمِّيهِ أَهْلُ الْعِرَاقِالْقَرَاحَ . انْتَهَى .
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .