الموضوع
:
كلمة الشيخ عبدالرحمن بن عمر خياط
عرض مشاركة واحدة
#
1
02-24-2013, 01:01 AM
adnan
Administrator
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
كلمة الشيخ عبدالرحمن بن عمر خياط
الشيخ عبدالرحمن بن عمر خياط
من أقرب جيل عاصر الشيخ محمد عطا الله الياس
تفضل بما يلي :
عناية الأستاذ الفاضل الأبن عدنان الياس
تحية طيبة مباركة – و
لإني أعتذرت و لم تقبل أعتذاري
فإن ذلك لأن الموضوع أكبر من حجمي
و سودَّت في الثلاثة الورقات بعض الشئ و أرجو الصفح و السماح
في التقيد في حقكم و حق العم والدكم يرحمه الله
أحد محبيكم و هم ما شاء الله كُثر
والدكم / عبد الرحمن بن عمر خياط
أبدأ رسالتى ببسم الله الرحمن الرحيم
ثم بقصيدة تحكي بر الوالدين
نظمها الشيخ أحمد أجهوري بنجر – يرحمه الله
اللهم صلي و سلم عليه و على آله و صحبه أجمعين
اللهم آمين آمين آمين
فى مساء الأربعاء ليلة الخميس ٢٥/٢٦ ربيع الأول ١٤٣٤ هـ
تكرم شقيقي الغالي عبدالله بدعوتي بالتليفون لحضور جلسة السيرة النبوية
المنعقدة بمنزله ( جعله الله عامراً )
و التي رعاها الأبن الغالي سليل آل البيت المجيد
( السيد احمد بن المرحوم السيد محمد بن المرحوم السيد علوي المالكي الحسني
تغمدهم الله بواسع رحمته )
فتوجهت بعد عصر الأربعاء برفقة السائق حيث سار بي و صليت المغرب جماعة
و جلسنا جلسة أخوية ( بمعنى الكلمة ) و صليت العشاء جماعة ،
و الساعة الثامنة و النصف خرجت إلى الهيلتون حيث وجهت لي الدعوة لحضور الحفل السنوي
و صادف وصولي الهيلتون متزامنا مع وصول معالي وزير الحج د. بندر الحجار
و كان محاطا بالاساتذة عبد الواحد برهان و زهير سدايو فسلمت عليهم و قلت عليه ما في نفسي
و خرجت فكنت بدار أخي عبدالله و الجلسة منعقدة الساعة ٩:٣٠ برعاية السيد أحمد
و جلست في الصف الرابع فما كان من شقيقي / هاشم إلا أن يأخذ بيدي و يجلسني في الصدر
و الكل ينظرون إلي إذ القاعدة أن أجلس حيث الإمكانية ،
و لكن أخي هاشم أعطاني محله و جلس هو في الأرض شكر الله له ،
و بقفل الجلسة المباركة في حوالي الساعة ١١:٠٠ تقدم الضيوف يتقدمهم الداعي أخي عبدالله ،
و أحضر لي أخى هاشم فى صحن ما تيسر بحسب البركة أن شاء الله
و جلس إلى جانبي الأبن الحبيب عدنان عطا إلياس و أكلت ما رزقني الله ،
و عاد السيد أحمد و أخي عبدالله ليشرب الشاهي الأخضر / وحضر الشاي –
و كانت الساعة ١١:٣٠ حان وقت الخروج و أستأذن السيد أحمد ،
فودعه أخي عبدالله إلى أن ركب السيارة
و أستأذنت أنا كذلك و عند الساعة ١٢:٣٠ وصلت مكة المكرمة و الحمد لله رب العالمين .
و الداعي إلى كتابة هذه الكلمات هو طلب الأبن العزيز عدنان عطا إلياس
أن أكتب شيئاً مما أعرفه عن والده يرحمه الله فأعتذرت إليه
فلم يقبل العذر فوعدته بذلك و أنا أقول في نفسي ماذا سأكتب ؟!
و أنا أحب الأبن عدنان و لا أستطيع أن أرفض له طلب .
كانت أسرتهم الكريمة كبيرة وأرحامهم آل قطب و بيت سلامة و بيت المحجوب
و دكان باسكران في دائرة أطلق عليها ( برحة الياس )
فإلى الطرف الذي أسعفتني الذاكرة به أقول
( أنهم مجموعة من الرجال فهم مع الاحتفاظ بالألقاب )
منهم
( صالح قطب ، عبدالله باحمدين ، حسين جستنيه ، عبدالله بصنوي ، زيني علاي ،
السيد صالح شطا ، أمين فوده ، إبراهيم نتو ، محمد سرور الصبان ، العربي التباني ،
السيد محمد أمين كتبي ، السيد علوي المالكي ، الطيب العراقي ،
احمد ناضرين ، محمد جعفر لبني ، السيد حسن فدعق )
و قد كان والدي يرحمه الله عايش فترة حياة الشيخ عطا الياس
إذ كان الوالد تغمده الله برحمته إجتماعيا
( غير إخوانه جمال و إبراهيم و إسماعيل و حسني )
عاش في بداية حياته فترة عصيبة و قال لي في مرة في مناسبة ،
أنني يا أبني عملت عاملا أحمل الحداد على رأسي و أحيانا مراكن الطين
و أحيانا الطوب الأحمر بإجرة يومية عشرة هللات و كان القرش خمسة هللات
و في عام ١٣٤٦ هـ كنت أعمل في مهنة الخياط و أنى و أخي إسماعيل مشهورين بخياطة الجبة
و كان الحجاج الأندونيسيين إذا قدموا لغرض أداء فريضة الحج لا بد من الجبة
حتى إذا رجعوا لبلادهم لا بد و أن يكونوا مرتدين الجبة ليقال لهم حاجي – فلان –
و كان إيرادي اليومي عشر جنيهات ذهب لأنني أعمل في اليوم الواحد عشرة جبات
كل جبة بجنيهين ذهب و تساوي عشرين جنيه ذهب
يخص تفصيل الجبة عشرة جنيهات ذهب
و قيمة القماش و الصرة على الجبه خياطة و سورجة و كفافة جنيه واحد
و بذلك فالعشرة جبات عشرة جنيهات ذهب .
و كان لي في شركة السهالة للسيارات ثلاثمائة جنيه ذهب ،
سحبتها قبل الحج إذ كنت أسمع أن هناك وقوع حرب تأكل الأخضر و اليابس .
و كان رأس مال الشركة المكون من أربعة رجال أنا أحدهم
لكل شخصٍ منهم مائة جنيه ذهب و لي أنا ثلاثمائة جنيه ذهب ،
و أعود إلى عطا الياس الرجل العصامي الذي بنى ثروته طوبة طوبة بعرق جبينه
و كافح بيده وأستأجر عمال و كانوا بطبيعة الحال من أبناء مكة
إذ لم نكن نعرف إستقدام العمال و المعلمين .
كان الجميع من أولاد الناس و كان من بين ما عمله عطا الياس صناديق الملابس
و الصناديق الممتازة و الدواليب من الخشب و المعلمين
و إن كان في مصر طلعت حرب باشا فقد قال أحد المعلمين المصريين يقول
( عندكم في السعودية رجال اقتصاد و نابغين أمثال عبدالله باحمدين و عطا الياس ،
فعبد الله باحمدين و المعلمين الذين كانوا معه تشهد عليهم فندق الكونتينتال ،
وعطا الياس و من كانوا معه من المعلمين بنوا فنادق التيسير في مكة المكرمة
و في المدينة المنورة و في جدة و مصنع الثلج مكة مع باحمدين جوار المعلا ،
و مصنع الثلج بجدة و مشروعات عطا الياس و هؤلاء الرجال
لو وافتهم الإمكانات في الزمان الذي عاشوا فيه لفعلوا أكثر مما فعلوا
كما أن الأستاذ عبدالله عريف لو دانته الإمكانات التي واتت محمد سعيد فارسي لتنفيذ شوارع مكة
و لكن أهل مكة يشهدون بذلك و على قدر أهل العزم تأتي العزائم
فبإلامكانيات التي أتيحت لعبد الله عريف فالتاريخ يشهد أنه عمل و عمل
و عبدالله عريف أول من فكر في الأنفاق و الأوراق في أرشيف الأمانة تشهد بذلك
و كان يتمنى و نتمنى و ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .
و لا ينكر المكيون أن عطا الياس و عصامية عطا الياس تقول بذلك ،
و عمر محجوب أول من أستورد بودرة الحليب و السمن النباتي
( و كانت ورشته في محلة الشامية في الحوش الواقع أمام منزله ، و منزله ببرحة الياس ) .
و كان لاحد أبنائه كابينة بجدة على البحر لا أتذكر كيف أستعرتها و الأهل ليومين
إستعارة لله تعالى فهى ليست معدة للتأجير .
و أخيرا و ليس آخراً فالسعادة كانت في البساطة و القناعة كنز لا يفنى و من قنع شبع .
و كانت هناك مُثل و قيم إنسانية في تزويج بنات عطا الياس و أولادة و هي عدم التكلف
و في مناسبة عقد نكاح إحدى بنات السيد عدنان كتبي من عبدالحميد مشاط .
كان العقد بالحرم الحرام بعد صلاة العشاء و دعى السيد آل العريس للغذاء بداره
و التى كانت المجاورة لدار آل القطان و بعد تناول العشاء طلب السيد من والدة العروسة تهيئة البنت.
و فعلت الأم ما طلب والدها و عند خروج العريس و أهله قال لهم السيد هذه بنتي
و وضع يدها في يد العريس و أوصاه بها خيرا كما أوصى بنته خيرا بعريسها
فقال له والد العريس يا سيد سوف نعمل حفلا لزواج ولدنا
فقال لهم و من الذي قال لكم لا تعملوا اعملوا ما شئتم
و إنني و عائلتي و عشرة من أهلي سوف نتعشى لديكم غداً أن شاء الله و السلام
و هذا الترتيب و هذه الطريقة أخذها السيد من
عطا الياس فهل ندرك اليوم ذلك و التوسط فيه الخير و البركة يضعها الله .
وهذا إمبراطور العطور الشيخ حسين بكري قزاز و الذي يقرر تجار العطور
في الأمريكيتين و في أروبا شرقها و مغربها أن عدد معارض التاجر الشيخ حسين قزاز في المملكة أكثر عددا
و جودة البضائع التي يعرضها في محلاته هي شعاره و الهدايا و التخفيضات مستمرة
( و ليست وقفا على المناسبات فقط )
و الابن الأستاذ عاصم يسير على خطى والده حسين المؤسس لهذا الكيان الكبير
و الفيلا في أبحر يستضيف فيها أحبابه و بذلك لكسب رضا زبائنه
و أسألوا آل خوندنة بمكة و صديق العم سليمان عباس و شهود الخلق أقلام الحق
و أستأذن لأعود إلى الشيخ عطا الياس تغمده الله برحمته
و هؤلاء آل الياس أدعو الله لهم بالخير و التوفيق
و أوصيهم و نفسي بتقوى الله في السر و العلن و الله الموفق .
و ختاماً
قولو لمكة إني أهواها ،
و يقول الشاعر الفقيه السيد محمد أمين كتبي بإحدى قصائده
من كان يرجو شوق في مكة فالله أكبر منا بذلك المنزل
ونسأله تعالى أن يكرمنا بالثواب لنكون أهلا للجوار .
أحد أبناء مكة المكرمة
عبد الرحمن بن عمر خياط
حرر بمكة المكرمة
فى الثامن من ربيع الأخرى لعام 1434
التعديل الأخير تم بواسطة adnan ; 02-25-2013 الساعة
02:28 AM
adnan
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى adnan
البحث عن المشاركات التي كتبها adnan