بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   قيم القرآن ومفاهيمة (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=41155)

حور العين 09-23-2016 12:33 PM

قيم القرآن ومفاهيمة
 

من: الأخت الزميلة / جِنان الورد
قيم القرآن ومفاهيمة

قِيَمُ القُرآن وَمفاهِيمه

{ رَبَّنا تَقَبّل مِنّا إنَّك أنتَ السَّميع العَليم }
[ البقرة : 127 ]

لَمْ تَرِد كلمة " النّجاح " في القرآنِ مُطلقاً
بلْ وَصَفت الأعمال التي ارتَضاها الله ، وكتَب لها الأثرَ بالفلاح ؛
ثمَّ بالقَبول !

والفلاحُ , مشتقّ مِن فلاحة الأرضِ ؛
حيث يبذُر المرء بذرة .. فإنْ تقبَّلها الله ؛
آتَتْ أُكلها إلى يوم القِيامة !

وهذا معنى ؛

{ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ }
[ آل عمران : 37 ]

قَبولاً, جعل من الطفلة معجزة ؛ ظلّت حكاية التّاريخ !

فما هي المَسافة ؛ بين "النّجاح" و "القَبول" ؟

ولَماذا الفَلاح .. دونَ النّجاح ؟

الفلاحُ
هو سَعيٌ عميق في بَذر حبّة ؛
يحتاج نُموها انتظاراً طويلا ً!


الفلاحُ
هو صِلة الزّارع بِتقَلُّب المواسم , وصبره ,
حتى تَنبثق الفَسيلة !


الفلاحُ
هو الرِّعاية الصّامتة للغُصن الرّطيب ؛ حتّى يُصبح شجرة وارِفة
فإنْ رضي اللهُ العمل تقبَّله !

فما هو القَبول ؟

القبَول
هو المَسافة بين حُقول ينتابُها الجَدْب
وحُقول لا تعرف الشَّيخوخة !

حُقول, تظَلّ خَضراء ,
يصبُّ قمحها في مَوازين صاحِبها ؛
حتّى قِيام السّاعة !

القَبول
هو معنى ( وإذا وقَع النّداء من الله بمحبةَ عملٍ ،
أو مَحبة فُلان ؛ قَبِلتْه جميعُ البواطن )


هكذا دونَ تفسير ، و لا منطِق ، ولا أسْباب
فقط ؛ لأنّ الله ؛ [وضَع له القبول في الأَرض ] !


وهذا يكفي , يكفي كيْ يقول السّلف بعدها ؛
كلِمتهم العَميقة :

[ أيّها المَقبول , هنيئًا لك , أيها المَردود في سَعيِه ؛
جبَر الله مُصيبتك ]

لِماذا ؟

لِسببٍ واحِد
يُعلنه القُرآن ألا وهو

{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }
[ المائدة : 27 ]

لذا قال أحدُ السّلف :
[ لوَ علِمُت أَّن الله تَقَبَّلِ منِّيَ سْجدة واِحَدة ، أْوَ صَدقةِ دْرهم واِحد ؛
لم يَكنَ غائب أَحّب إلّيِ من اْلَمْوت ] !


هذا المعنى,
كانَ يكفي كيْ يقول علي رضي الله عنه - :

[ لا تهتمّوا لقِلّة العمل ؛ واهتمّوا للقَبول ]

يَكفي , كيْ يُصحّح الجَميع موازينه ،
ويَفهم لماذا لم يُذكر النّجاح في القُرآن ؛
و ذَكَر القَبول عِوضا عنه !

القَبول
هو حياةُ العلماء,
الذين لازالت صَدى خَطواتهم مُنذ مئات السّنين ؛
في مَسامِعنا !

القَبول ..
ليسَ نجاح اللحظة الرّاهنة ,
وليس لقطة الكاميرا البرّاقة , أو نُقطة مجدٍ عابرة !

بلْ هي ؛ لحظةٌ متجذّرة في العُمق, مُتجذّرة في مَلامح الكَون ,
وفي ضَمير الوُجود !

الّذين يُدركون الفَرق ,
هم من يَعرفون كيف يَحفِرون حُضورهم بإتقانٍ مُذهل ؛
عبرَ حبّة عرقٍ سخيّة , تظلُّ تفور في تضاريسِ الفِعل البشريّ ؛
حتّى تُصبح شلّالاً, أو رُبّما طوفاناً غامِراً !

أولئِك الّذين تتغيّر بَعدَهم الكَثير مِن المُعادلات !
ويحتارُ الشّيطان في بصيرتِهم ، وفَهمِهم لمعاني القُرآن !

هؤلاء ,همْ الّذين تظلّ حروف أسمائهم ؛
ترنُّ في عمُر الأجيالِ كلِّها !

تأمّل فقط ,
كيفَ تعيشُ كلماتُ عالم مئاتُ السِّنين و تظلّ مَئذِنة باقية ؛
لأنَّ صاحِبها كان يغرِسها لله , لله وحده !

وماكانَ لله ؛ دامَ واتّصل
وماكان لغيرِ الله ؛ انقَطع واضمَحلّ
وكانَ عُمره سنوات قَليلة !


All times are GMT +3. The time now is 10:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.