بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=16513)

adnan 12-28-2013 09:46 PM

اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي
 
الأخت / بنت الحرمين الشريفين

اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي
{ بِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)
إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ
وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) }
الإسلام دين الأخلاق الحميدة، دعا إليها، وحرص على تربية نفوس
المسلمين عليها.
وقد مدح الله -تعالى- نبيه، فقال:
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
[القلم: 4].
وجعل الله -سبحانه- الأخلاق الفاضلة سببًا للوصول
إلى درجات الجنة العالية،
يقول الله -تعالى-:
{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
[آل عمران: 133-134].
وأمرنا الله بمحاسن الأخلاق،
فقال تعالى:
{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
[فصلت: 34]
وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم
على التحلي بمكارم الأخلاق، فقال:
( اتق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها،
وخالقِ الناسَ بخُلُق حَسَن )
[الترمذي].
فعلى المسلم أن يتجمل بحسن الأخلاق، وأن يكون قدوته في ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أحسن الناس خلقًا، وكان خلقه
القرآن، وبحسن الخلق يبلغ المسلم أعلى الدرجات، وأرفع المنازل،
ويكتسب محبة الله ورسوله والمؤمنين، ويفوز برضا الله -سبحانه-
وبدخول الجنة
( اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي )
.أي كما جعلت يا اللَّه خلقي مستقيماً معتدلاً في غاية الإحسان والإتقان,
أسألك أن تُحسّن أخلاقي فتكون في غاية الحسن، والكمال كهيئة خَلْقي.
فيه توسل إلى اللَّه تعالى بصفاته، وأفعاله من كمال القدرة, وحسن
التصوير، وهو من أعظم أنواع التوسل إلى اللَّه تعالى.
قوله: ((كما أحسنت))
فيه توسلٌ آخر، وهو توسل بنعمه السابقة، فجمع بين توسلين
عظيمين, قبل الدعاء لما يترتب عليها من الاستجابة والقبول.
وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم أن يُحسّن خُلُقَه تعليماً له ولأمته
في سؤال لما له من شأن عظيم، وفضل كبير, وموقع جليل في قلوب
العباد، فقد جاءت الأحاديث الكثيرة في بيان فضله، وعلو شأنه
فما هو حسن الخلق في معاملة الخالق ؟
أولا: تلقي أخباره بالتصديق :
بحيث لا يقع عند الإنسان شك أو تردد في تصديق خبر الله تعالى
لان خبرالله سبحانه وتعالى صادر عن علم وهو اصدق القائلين
كما قال تعالى عن نفسه :
{ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا }
( النساء اية :87)
ثانيا: تلقي أحكامه بالتنفيذ والتطبيق :
إن حسن الخلق في معاملة الله بالنسبة للأحكام أن يتلقاها الإنسان بالقبول
والتنفيذ والتطبيق فلا يرد شيئا من أحكام الله. فإذا رد شيئا من أحكام الله
فهذا سوء خلق مع الله سواء ردها منكرا حكمها أو ردها مستكبرا عن
العمل بها أو ردها متهاونا بالعمل بها فان ذلك مناف لحسن الخلق
مع الله عز وجل .وفي هذا أمثاله كثيرة
وثالثا تلقي أقداره بالصبر والرضى .
حسن الخلق مع الله نحو أقداره أن ترضى بما قدره الله لك وان تطمئن
إليه وان تعلم ان الله سبحانه وتعالى ما قدره لك إلا بحكمة وغاية محمودة
يستحق عليها الحمد و الشكر وعلى هذا فان حسن الخلق مع الله نحو
أقداره هو أن الإنسان يرضى ويستسلم ويطمئن ولهذا امتدح الله
الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و انا إليه راجعون .
وقال
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }
( البقرة آيه /155)
هذا الموضوع نبذة من موسوعة عن الاخلاق


All times are GMT +3. The time now is 05:22 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.