بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   إضاءات ( 03 - 03 ) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=11464)

بنت الاسلام 06-13-2013 12:46 AM

إضاءات ( 03 - 03 )
 
الأ خت / فاتوووو
مقال بديع للشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله عن :
" حقيقة الحمد و الشكر لله "

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/...Inbox&inline=1

حقيقة الحمد و الشكر لله
تابع لما سبق ... الحلقة الأخيرة


والنساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف ، وإن كانت المرأة – بطبعها-
أشد بخلا بالمال من الرجل .
وأنا أخاطب السيدات وأرجو ألا يذهب هذا الكلام صرخة في واد
مقفر ، وأن يكون له أثره ، وأنت تنظر كل واحدة من السامعات
الفاضلات ما الذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو
ثياب أولادها ، ومما ترميه ولا تحتاج إليه من فرش بيتها ، ومما
يفيض عنها من الطعام والشراب ، فتفتش عن أسرة فقيرة يكون هذا
لها فرحة الشهر .
ولا تعطي عطاء الكبر والترفع ، فإن الابتسامة في وجه الفقير
( مع القرش تعطيه له ) خير من جنيه تدفعه له وأنت شامخ
الأنف متكبر مترفع .
ولقد رأيت بنتي الصغيرة بنان – من سنين – تحمل صحنين
لتعطيهما الحارس في رمضان
قلت :
تعالي يا بنت ، هاتي صينية وملعقة وشوكة وكأس ماء نظيف
وقدميها إليه هكذا ، إنك لم تخسري شيئا ، الطعام هو الطعام ،
ولكن إذا قدمت له الصحن والرغيف كسرت نفسه وأشعرته أنه
كالسائل ( الشحاذ ) ، أما إذا قدمته في الصينية مع الكأس
والملعقة والشوكة والمملحة ينجبر خاطره ويحسّ كأنه ضيف عزيز.
ومن أبواب الصدقة ما لا ينتبه له أكثر الناس مع أنه هين ، من ذلك
التساهل مع البياع الذي يدور على الأبواب يبيع الخضر أو الفاكهة
أو البصل ، فتأتي المرأة تناقشه وتساومه على القرش وتظهر
‘ شطارتها ‘ كلها ، مع أنها قد تكون من عائلة تملك مئة ألف وهذا
المسكين لا تساوي بضاعته التي يدور النهار لييعها ، لا تساوي كلها
عشرة قروش ولا يربح منها إلا قرشين !
فيا أيها النساء أسألكن بالله ، تساهلن مع هؤلاء البياعين وأعطوهم
ما يطلبون ، وإذا خسرت الواحدة منكن ليرة فلتحسبها صدقة ؛
إنها أفضل من الصدقة التي تعطى للشحاذ .

ومن أبواب الصدقة أن تفكر معلمة المدرسة حينما تكلف البنات
شراء ملابس الرياضة مثلا ، أو تصر على شراء الدفاتر الغالية
والكماليات التي لا ضرورة لها من أدوات المدرسة ، أن تفكر أن من
التلميذات من لا يحصل أبوها أكثر من ثمن الخبز وأجرة البيت ،
وأن شراء ملابس الرياضة أو الدفاتر العريضة أو " الأطلس " أو
علبة الألوان نراه نحن هينا ولكنه عنده كبير .
والمسائل – كما قلت – نسبية ، ولو كلفت المعلمة دفع ألف جنيه
لنادت بالويل والثبور ،
مع أن التاجر الكبير يقول :
وما ألف جنيه ؟! سهلة !
سهلة عليه وصعبة عليها ، كذلك الخمس قروش أو العشر سهلة
على المعلمة ولكنها صعبة على كثير من الآباء .
والخلاصة يا سا دة :
إن من أحب أن يسخر الله له من هو أقوى منه وأغنى فليعن من هو
أضعف منه وأفقر ، وليضع كل منا نفسه في موضع الآخر ،
وليحب لأخيه ما يحب لنفسه ، إن النعم إنما تحفظ وتدوم وتزداد
بالشكر ، وإن الشكر لا يكون باللسان وحده .
ولو أمسك الإنسان سبحة وقال ألف مرة " الحمد لله " وهو يضن
بماله إن كان غنيا ، ويبخل بجاهه إن كان وجيها ، ويظلم بسلطانه
إن كان ذا سلطان لا يكون حامدا لله ، وإنما يكون مرائيا أو كذابا .
فاحمدوا الله على نعمه حمدا فعليا ، وأحسنوا كما تحبون أن يحسن
الله إليكم ، واعلموا أن ما أدعوكم إليه اليوم هو من أسباب النصر
على العدو ومن جملة الاستعداد له ؛ فهو جهاد بالمال ،
والجهاد بالمال أخو الجهاد بالنفس ..
انتهى .



All times are GMT +3. The time now is 04:17 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.