بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   الفتاوى 28.04.1434 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=10007)

adnan 03-09-2013 10:08 PM

الفتاوى 28.04.1434
 
الأخ الزميل / مالك المالكى
( سـؤال و جـواب )
فضل صلاة التراويح و قراءة القرآن في رمضان
الســــؤال :
سأل سائل سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز / يرحمه الله
مفتى المملكة العربية السعودية قائلاً :
شيخ عبد العزيز ، حدثونا عن التراويح و تلاوة القرآن و ختم القرآن
خلال هذه الصلاة و خلال هذا الشهر المبارك ،
و هل لكم كلمة حول هذا لو تكرمتم ؟
أفيدونا يرحمكم الله .
و كانت هذه إجــابـته يرحمه الله :
لا ريب أن صلاة التراويح قربة و عبادة عظيمة مشروعة ،
النبي صلى الله عليه و سلم فعلها عدة ليال بالمسلمين ،
و قام بهم في تلك الليالي ،
ثم خاف أن تفرض عليهم فترك ذلك و أرشدهم إلى الصلاة في البيوت ،
ثم لما توفي عليه الصلاة و السلام
و أفضت الخلافة إلى عمر بعد الصديق رضى الله تعالى عنهما
و رأى الناس في المسجد يصلونها أوزاعا ؛ هذا يصلي لنفسه ،
و هذا يصلي لرجلين ، و هذا يصلي لأكثر ،
قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه :
[ لو جمعناهم على إمام ! ]
فجمعهم على إمام فصاروا يصلون جميعا ،
و احتج على ذلك بقوله صلى الله عليه و سلم :
( من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
و من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )
و احتج أيضا بفعل النبي صلى الله عليه و سلم في تلك الليالي ،
و قال رضى الله تعالى عنه :
[ إنه انتهى الوحي و انقطع الخوف
بعد موته صلى الله عليه و سلم ، لا يخاف من الفريضة ] .
فصلاها المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه و سلم
ليالي مع النبي صلى الله عليه و سلم ،
ثم صلوها في عهد عمر ، و استمروا بذلك جماعة ، و الأحاديث ترشد إلى ذلك ،
و لهذا جاء في الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه و سلم :
( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة )
أخرجه الإمام أحمد و أهل السنن بإسناد صحيح ،
فدل ذلك على شرعية القيام جماعة في رمضان
و أنها سنته صلى الله عليه و سلم
و سنة خلفائه بعده ، عمر الفاروق و من بعده رضى الله تعالى عنهم ،
و في ذلك أيضا مصالح كثيرة ؛ من جمع المسلمين و استماعهم لكتاب الله ،
و ما قد يقع من المواعظ و التذكير و الاتصال من بعضهم لبعض ،
و اجتماع بعضهم ببعض في هذه الليالي العظيمة ، فكل هذا يسبب خيرا كثيرا ،
و كذلك دراسة القرآن في الليل و النهار من أفضل القربات ،
فقد كان السلف إذا دخل رمضان أقبلوا على القرآن و تركوا الحديث و التفقه و حلقات العلم ،
هذا هو الغالب على السلف ،
فينبغي لأهل الإيمان من الذكور و الإناث أن يشتغلوا بالقرآن الكريم
تلاوة و تدبرا و تعقلا و مراجعة لكتب التفسير
و غير هذا من وجوه التعلق بالقرآن و العناية بالقرآن ،
و إذا سمعوا درسا في المسجد أو راجع بعض المسائل العلمية لا منافاة و لا حرج في ذلك ،
لكن ينبغي أن تكون العناية بالقرآن في رمضان
أكثر كما فعله السلف الصالح رضي الله عنهم و أرضاهم ،
و هكذا الإكثار من القراءة حتى يختم مرات كثيرة ،
كان بعض السلف يختم في كل يوم ، و بعضهم في ثلاث ، لكن الأفضل ألا يكون أقل من ثلاث ،
هذا هو الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه و سلم لما سأله عبد الله بن عمرو ،
و أرشده أن يختم في سبع ، ثم طلب الزيادة فقال إلى ثلاث أن تكون الختمة في ثلاث فأكثر
حتى يطمئن و حتى يقرأ بترتيل و عناية و تدبر ، و بعض السلف رأى أن هذا يجوز له ،
لكن في أيام رمضان و لياليه لا مانع من الختم في أقل من ذلك ،
و لكن التقيد بالحديث و الأخذ بالحديث أولى و لو في رمضان ،
إذا ختم عشر مرات في رمضان أو تسع مرات أو ثمانيا هذا خير كثير ،
و لكن مع الهدوء و الطمأنينة و الترتيل و العناية ،
و الإنسان له حاجات أخرى ،
ثم إن الإكثار من الختمات قد يفضي إلى الهذرمة و السرعة و العجلة و المباهاة في الختمات ،
فيخشى على الناس من هذا الشيء ، فالركود و الهدوء
حتى لا يقع شيء من الخلل في القراءة
و حتى لا يقع شيء من المماراة لقصد الرياء و السمعة ،
فينبغي أن يكون الختم لثلاث فأكثر ، حتى يقرأ قراءة واضحة متدبرة ،
و يعتني بمعانيها و يراجع ما أشكل عليه ،
هذا هو الأولى و الأفضل حتى و لو في رمضان .
و الله تعالى أعلى و أعلم و أجَلَّ .
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء


All times are GMT +3. The time now is 09:26 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.