بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   رمضان فرصة لتعظيم الله (08) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=68874)

حور العين 04-30-2020 02:54 PM

رمضان فرصة لتعظيم الله (08)
 


من: الأخت الزميلة / جِنان الورد



رمضان فرصة لتعظيم الله (08)



ولكي تقيس نفسك، اسأل نفسك دائماً سؤالين:

السؤال الأول : إن فاتك شيء من فُرص الطاعات، هل يَشتعِل قلبك حُزناً

و ألماً و تشعُر بالحسرة؟ أم أنّ الأمر على التفكير في أنّ كل شيء يتصل

بالآخرة له عِوض؟! (يعني اليوم لم تَقُم بقيام الليل، غداً سأقوم، اليوم لم

أصلّ الصلاة في وقتها، غداً أصلي!) إذا كنت من النوع الأول فهذا إشارة الى

أن هناك قلبًا حيًا، الدنيا ليست مقياس رضاك، أما إذا كنت من الثاني فهذا

اشارة إلى القلب الميت الذى عنايته بالدنيا.



السؤال الثاني : إذا فاتك شيء من الدنيا ماذا يقع في قلبك؟ هل تشعر أنه عن

كل شىء في الدنيا عِوض؟ أم أنّ الفرصة في الدنيا إذا فاتت لا تُعوض؟ مثلاً

يقال لك : يوجد هنا أرض رخيصة اشتريها، فتجمع لتشتريها، ثم تذهب وتجد

الناس قد اشتروها!، فتعيش يوم، يومين، ثلاثة أيام، وقد ملأتك الحسرة،

و تَشعُر أن مثل هذه الفرصة لا تُعوض، و تتألم على نفسك أنك فوّتها،

فإن كان هذا المقياس و هكذا الميزان فهذا دلالة على موت القلب!



إذا جمع الإنسان هاتين المصيبتين عليه من جهة أَمْر الآخرة و شأنها: إذا ما

أَحسَنت في رمضان هذا فهناك رمضان القادم –هكذا تفكيره- وإذا ما أَحسَنت

في اليوم الأول غداً أُحسن، هذا تفكير سلبي دليل على برود، لا توجد حرارة

! لا يوجد إحساس بالحسرة على فوات اليوم! قُربك لله يكون بحسرتك،

تتحسّر أنه فاتك شيء من الخير. ثم إذا كان الأمر أيضاً على العكس في

الدنيا، أي إذا فاتك شيء من الدنيا وَقَع في قلبك الحسرة،

بهذا يتم للإنسان موت قلبه! أن يجمع بين المصيبتين:



المصيبة الأولى: أن يكون في قلبه من البرود تجاه فوات مواسم الطاعة ما

في قلبه، و يَشعر دائماً أن كل موسم طاعة له عِوض، هذه مصيبة بحدّ ذاتها

! فإذا جمع عليها المصيبة الثانية: و هي أن كل مصلحة للدنيا إذا فاتت

فيشعر بفوت شأن عظيم، ويشعر بالحسرة! بهذا تجتمع له مصيبتان،

أي تم موت قلبه!



ما الحل لمثل هذا؟ التفكير في عظمة الله، معرفة الله، أنك أمام شأن عظيم،

لا تُقدِّم المحسوس على الغيب و قد مُدِحت بالإيمان بالغيب! لابد أن تعرف

أن لكل واحد فينا ميزان عند ربه، وقد ورد في الحديث عن أنس:



"أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِرًا كَانَ يُهْدِي لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الْهَدِيَّةَ مِنْ الْبَادِيَةِ فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ

يَخْرُجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ).



وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّهُ، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ لَا

يُبْصِرُهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَرْسِلْنِي، مَنْ هَذَا؟ فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

فَجَعَلَ لَا يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ عَرَفَهُ،

وَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟)) فَقَالَ:

يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذًا وَاللَّهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ، أَوْ قَالَ: لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ!))"





فهكذا الإنسان يُفكِّر في ميزانه، يجب أن تسأل نفسك في هذه اللحظة: مَن

أنت عند الله؟! مَن أكون عند الله؟! هل أنا ممن يحبهم الله؟!

إنّ الله يُحب المحسنين، إنّ الله يُحب المتقين، إن الله يُحب الصادقين،

إن الله يُحب التوابين؛ إلى آخر ما تعرف.



هل أنت ممن يصلي عليه الله؟ قال تعالى:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)

وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ}





All times are GMT +3. The time now is 11:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.