بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 6107 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=90485)

حور العين 03-19-2024 09:59 AM

درس اليوم 6107
 

من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم

في رمضان

اسأله أن يرحم فيك ضعف الإنسان



ذنبك.. ذاك الذي جاهرت به، وذاك الذي تلبَّس عليك مع الطاعة، وذلك الذي

خفي عن أعين الناس..



دمعة وزفرة وسجدة بين يدي القويِّ سبحانه معترفًا بضعفك وبغلبة شهوة

نفسك المركبة جِبلَّة فيك، تسأله أن يرحم فيك ضعف الإنسان، وأن يغيثك من

الأمَّارة بالسوء، وألا يكلك إلى نفسك طرفة عين.. والأوبة مِنَّة، والتوبة

فضل، والدمع والاعتراف أول خطوة على طريق الهداية..



ومضة:

فلسفة الذنب:

ليست هذه دعوة إلى اقتراف الذنوب، ولا إلى تنحل الملائكية والقداسة

والتنزيه، إنما هي دعوة إلى الإصاخة إلى صوت الفطرة داخلنا.. إلى إعمال

الفكر في إنسانيتنا بعد الوقوع في الذنب.. تُعِين الشاردَ على الأوبة،

والمتعاليَ على الرضوخ والإذعان.



فرُبَّ ذنبٍ يقرِّبك من مولاك، يجعل قلبك يسجد بين يدي القوي سبحانه معترفًا

بضعفك، وبغلبة شهوة نفسك المركبة جبلَّة فيك، تسأله أن يرحم فيك ضعف

الإنسان، وأن يغيثك من الأمارة بالسوء، وألا يكلك إلى نفسك طرفة عين،

ويجعل روحك تسجد لغافر الذنب الرحيم التواب، العليم بضعف عباده وبتلبُّس

الشهوة بهم، وضعفهم أمامها، القابل لتوبتهم ولأوبتهم واستغفارهم..



وذنب يعرِّفك نفسك، ويجعلك تكيل لها الاتهامات.. يعلِّمك أنك مهما بلغت من

مراتب العلم والتقوى إنسانٌ، وإن أردت محاكاة الملائكية والسير في دروب

النور، فطبعك الآدمي غلاب.. يعلِّمك ألا تزكِّي نفسك، وألا تتعالى على الخَلْق

بعلمك أو بأخلاقك، ويذكرك أنك مهما اجتهدت فأنت معرَّض للابتلاء

والتمحيص والفتنة، فيجعلك لا تظن بنفسك خيرًا، وتبتعد عن العُجب

والغرور.. يعلِّمك السير في دروب المجاهدة، وتكلُّف الإخلاص حتى يصير

ديدنك، والتصبر إلى حين البلوغ للصبر، والتخوف حتى يصبح الخوف فيك

جبلَّة، والتورع حتى يصبح الورع سجيتك، والتعفف حتى

يصبح العفاف نهجك..



ونفسك المحبة للحق ابتداءً، المتجاذفة بين الطاعة والعصيان، يمدها النور

تارة والظلام أخرى، هي نفس إنسان قبل كل شيء، نبتتها طيبة لكنها

اجتيلت، وأوشك الهوى أن يستعبدها، تطلع إليها وانفُضْ عنها العتمة،

جاهِدْها.. اجلدها.. علِّمها أن تسير على درب الوصول خاضعة خانعة منقادة..


وتبقى فلسفتك في التعامل مع الذنب بعد وقوعك فيه الفيصل بينك وبين من

حادُوا وشردوا وقطعوا على التوبة سبل الإياب.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


All times are GMT +3. The time now is 09:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.