بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   أكلة المقادم في ذاكرة البراشي ( 03 - 10 ) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=12961)

بنت الاسلام 08-10-2013 03:29 PM

أكلة المقادم في ذاكرة البراشي ( 03 - 10 )
 
سيدي الأخ العقيد / سامى عطا الياس

مكة تاريخ و أحداث(3)

أكلة المقادم في ذاكرة البراشي

تشكل وجبات الطعام الغذائية : عبر العصور تراثاً مهماً في تاريخ الشعوب ؛
لما فيها من ارتباطات أنثربولوجية تكشف الكثير من أسرار البشر
وحيواتهم الاجتماعية ، ويأخذ الطعام أبعاداً رمزية في خلق سلوك
ولغة تسبر سياقات ثقافية متعددة داخل المجتمع الواحد ،
ولما كانت مكة المكرمة قبلة الدنيا ومهوى الأفئدة ومجمع الأذواق ؛
أخذت الأطعمة الموروثة بها زخماً ثقافياَ زاخراً بالتنوّع والثراء المعرفي ،
ولعل تسليط الضوء على أكلة " المقادم "
كمكوّن رمزي وتراثي في الثقافة المكية
يعطي بعض المؤشرات الاجتماعية للحياة في مكة المكرمة .
فقد كان مساء الأحد 22 /10/ 1433هـ عامراً والدسم فيه للركب ؛
حيث تلقى موقع قبلة الدنيا دعوة من " مطعم البراشي " بمكة المكرمة ؛
للتعريف بالأكلة الشعبية " المقادم " في ذاكرة المكيين ،
وتاريخ عائلة البراشي معها
وكان فريقنا الإعلامي ممثلاً في الإخوة : حسن مكاوي ، حسن شعيب ،
أسامة بالمعلم .. التقينا بصاحب " مطعم البراشي للمقادم "
العم فهد أحمد عبد الله براشي ومعه ابنه الأستاذ / هاني براشي ،
وكان لنا معه الحوار التالي :

متى بدأتم في مهنة بيع المقادم ؟ وأين كان محلكم لبيعها ؟
بدأ المعلّم / أحمد براشي في مهنة طبخ المقادم تقريبا عام 1380هـ ،
يعاونه أحد أبنائه الكبار ، وكان أكبرهم : فهد أحمد براشي ،
أما ( الأب )المعلم/ أحمد براشي :
فقد اشتهر ببيع المقادم في النقا بالحلقة وما جاورها ؛
حيث لم يكن أحدٌ غيره في النقا والمنطقة المحيطة بها يقدّم هذه الأكلة .
كم لكم في بيع المقادم ؟
وما الجديد الذي تغيّر بهذه المهنة خلال السنين الماضية ؟
لعائلة البراشي في مهنة بيع المقادم واشتغالها ما يقارب 53 عاماً ،
ابتداء من المعلم / أحمد ، مرورواً بابنه فهد وإخوته ،
وانتهاء بالأستاذ / هاني الآن .. وبالنسبة للمتغيرات التي حدثت على المهنة
؛ وهو ما شجع أغلبية البائعين لامتهان بيع المقادم في الفترة الحالية ؛
هو تيسير وسهولة طبخ المقادم الآن مقارنة بها في الزمن القديم ؛
وبحكم توفّر العمالة التي سهّلت على الكثيريين
عمليات الطبخ والبيع والتقديم .

كيف تتم عملية طهو المقادم من التنظيف
وحتى تقديمها للزبون ( بالتفصيل ) ؟
المقادم : هي الأرجل الأمامية للأنعام , الغنم ، البقر ، الجمال ،
والأرجل الخلفية أيضاً ..
وتأخذ عملية التنظيف والطهو عدة مراحل كالتالي :
1-تجميع المقادم من المجازر ،
ومن ثم غسلها من الدم وما يتعلق بها من أوساخ ، ثم رصّها ، وترتيبها .
2-توضع في برميل يكون تحته دافور جاز ( سابقا )
ويكون نصف البرميل مملوءاً بالماء ؛ حيث تُسلق المقادم في الماء
حتى تصل لدرجة الحرارة معينه لا تزيد ولا تنقص .
3- بعد ذلك تبدأ عملية الحك بالسكين للشعر الذي ليّنه الماءُ الحار ؛
فيسهل خروجه ومن ثم انتزاع الحوافر في مكان معين بالسكين ؛
لتصبح المقادم في هذه المرحلة بيضاء دون شعر أو حافر ،
ولكن يتبقى القليل من الشعر لا يمكن إخراجه بالسكين .
4- يأتي بعد ذلك دور النار بالدافور الجاز ( سابقا ) ؛
ليتم حرق الشعر المتبقي من عملية التنظيف بالسكين ؛
حيث يفحس بالنار جيداً ما بين الأظافر وببقية المناطق .
5-وبعد ذلك تعرض المقادم للنقع في الماء الفاتر ،
ويُحكّ السوادُ الذي تركته النار جيداً بالسكين ،
ومن ثم يتم غسلها حبةً حبة .
6- مرحلة الطهو وتأخذ في االعادة ما يقارب 3 ساعات ،
ويختلف الزمن حسب نوع الذبائح : مابين السواكني وغيره من البهائم ..
وهنا يأتي دور إزالة بيت أو غدة الشعر في المقادم ؛
وهي عبارة عن كيس دهني فيه زغب ، هو منبت الشعر بالبهيمة ،
ويقع بين الحافرين ، ويُنتزع باليد بكل سهولة ؛
حيث إنه في غير الاستواء يصعُب انتزاعه ،
وبهذا تكون المقادم جاهزة للتقديم بالهناء والعافية .

من هم أبرز الذين كانوا يقدمون أكلة المقادم غيركم في مكة ؟
وأين أماكنهم ؟
فيمن أدركتهم بتلك الحقبة الزمنية كانوا كالآتي :
· المعلم / أحمد عبد الله براشي : في حارة النقا - الحلقة .
· المعلم / سلمان دنونو : بحارة المسفلة .
· وعلى أغلب الظن المعلم / عباس مقادمي : في سوق الليل- القشاشية

بنت الاسلام 08-10-2013 03:30 PM

وبعد ذلك بسنوات عديدة بما يقارب 20 عاماً
بدأ في المهنة أكثر من شخص
أغلبهم كانوا يعملون معنا عمّالاً في التنظيف والطبخ ،
ولكنهم تمرّسوا علي المهنة وقاموا بفتح محلات خاصة بهم
وعملوا لحسابهم الخاص ، وكانوا يقومون ببيع المقادم لا اشتغالها ،
وأشهرهم :المعلم / إبراهيم الألماس ؛ وهو أحد مساعدينا سابقا ،
وقد فتح محله في حي المسفلة ، وكذلك المعلم حسن الزيدي ؛
وفتح محله في العقدين الأخيرين بحي المعابدة ..
وهم جميعاً من الجنسية اليمنية الماهرة التي كانت لنا خير سند ،
وكنا نعتمد عليهم في أغلب أعمال المحل ،
وقد أصبحوا الآن معلمين يشهد لهم السوق ،
وقاموا بتوريث المهنة لأبنائهم وإخوانهم .
كيف كانت عادات أهل مكة في تناول هذه الأكلة ؟
في الصباح أم المساء ؟ بالعيش ؟ أم شوربة .. وهكذا .
عادة أهل مكة سابقا في أكل المقادم أنها تؤكل في الإفطار ،
لكن تغيرت العادة لعدة أسباب وأصبحت تؤكل في العَشاء ؛
من بعد صلاة المغرب ؛ ليسهل هضمها ،
ولكننا - في مطعم البراشي – حاولنا إعادة العادة القديمة
ونبيع المقادم صباحاً كما كانت في مكة قديماً وإن لم نجد إقبالاً في ذلك ،
لكن إصرارنا على إحياء العادات القديمة مهما كانت بسيطة يسعدنا كثيراً .

وقد كانت المقادم تؤكل كما هو معروف حاليا بالفتة ،
والشوربة ، والقطفة والتي هي عبارة عن :
طبقة السمن التي تخرج من عظام المقادم أثناء الطهو ،
ويكون بها رائحة وطعم المقادم بشكل ظاهر جداً ،
وخلاف ذلك يكون السمن الذي يضعه أصحاب بعض محلات المقادم ؛
لإغراء الزبون ..
ومن الممكن أن يشمل طبق المقادم إضافات أخرى كالطحينة البلدي ، والحُمَر
وقد أضفنا - في مطعم البراشي - تنويعاً وطرقاً جديدة في تقديم المقادم ؛
حيث ابتكرنا ستة أصناف جديدة هي :
1-(إيدام المقادم ) بطريقة تختلف عن الموجودة ؛
لتكون مطهوة بدون عظام .
2- (مقلقل المقادم ) بدون عظام ، علي الصاج مع الخضروات .
3-( طاجن مقادم كزبرية ) بالكزبرة الخضراء .
4-طاجن مقادم بالحُمَر.
5- طاجن مقادم بالطحينة .
6-كفتة مقادم مقلية .

ومازالت المحاولات مستمرة
في اكتشاف وتكوين أصناف جديدة إن شاء الله تعالى ؛
خاصة وقد لاقت الأصناف الجديدة جذب واستغراب العديد من الزبائن ؛
لعدم تعودهم عليها ، ولكن عند التجربة تختلف تماما النظرة ويتغيّر الذوق ،
ويصبح الزبون دوما طالباً للجديد .
هل شاركتم في مهرجان الجنادرية بهذه المهنة ؟ وفي أي عام كان ؟
المشاركة في مهرجان الجنادرية لم تكن في مهنة المقادم ،
وإنما كانت في مهنة " بيع البليلة "
وهي أيضاً أكلة تحتاج إلى فن في إعدادها وتقديمها ،
( تضاف إلى مهنة طهو المقادم لدى العم فهد براشي )
حاولت فيها الدمج بين المهنتين ،
ولم يسبق لنا المشاركة تحت ظل "بيع المقادم" ،
ونطمح لذلك لسبب واحد فقط
هو إظهار هذه الأكلة التي هي جزء مهم من التراث المكاوي
يُضاف لتراث الأطعمة في بقية مناطق المملكة ، ولتعريف الناس بها .
كلمة توجهها لموقع قبلة الدنيا مكة المكرمة :
وفي النهاية نشكر موقع قبلة الدنيا :
ونخص الشكر للحسنين مكاوي وشعيب وأسامة بامعلم ؛
لمحاولتهم التنقيب على التراث
واهتمامهم بالحياة السابقة التي كانت تملؤها البركة والمحبة ،
وبالكاد كنا نجد ما يعكر صفو الحياة ومنغصاتها ..
وأشكركم أيضا : علي نشركم للتراث من خلال إقامتكم
وتغطيتكم للعديد من الفعاليات التراثية التي نأمل أن يكون لنا فيها نصيب ؛
لننال فقط شرف المشاركة تحت ظل قبلة الدنيا وممثليها ..
هذا والله المـوفق لما يحبه ويرضاه ،
ولكم جزيل الشكر والسلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه .

ونحن بدورنا في موقع قبلة الدنيا
نشكر القائمين على مطعم البراشي للمقادم دعوتهم وضيافهم الكريمة لنا
وبخاصة العم فهد وابنه الأستاذ / هاني براشي
الذي كان سبّاقاً لدعوة الموقع منذ أكثر من 6 أشهر ،
ولكن كثرة انشغالات الأعضاء حالت دون الزيارة ؛
فلهم منا كل احترام وتقدير على ثقتهم ومواصلتهم لنا
حتى تمّ هذا اللقاء الجميل الثري بالتراث ..
مع اتصال الشكر للأستاذ / هاني براشي
على مساهمته في إعداد الحوار بالشكل المطلوب .

من إعداد وتصوير : حسن شعيب ، حسن مكاوي ، أسامة بامعلم .

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/...ppid=yahoomail


All times are GMT +3. The time now is 05:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.