جميعنا يبكي وجميعنا يتملك الدموع ولكلاهما له أنواع وفوائد رائعة جدا سأذكر لكم في البداية فوائد الدموع وارتباط الدموع بالدماغ ثم اذكر لكم أنواع الدموع وأفضلها ثم عن البكاء وأفضليته مع الشرح والفائدة
فالدموع لا تعبر دائما عن الحزن لكنها دائما تقوم بغسل العين خاصة الطبقة الخارجية منها "القرنية" وتنقيها من الشوائب الخارجية مثل الغبار والشعر, كما تحافظ على العين من الجفاف الذي يمكن أن يسبب لها العمى ... تخرج الدموع دائما من الغدة الدمعية الموجودة خلف الجفن فوق كل عين, وهي تصب دموعها من خلال قناة صغيرة ... الدموع تحتوي على سائل ملحي مضاد للبكتيريا كما أن فيها بعض البروتينات التي تزيد من مناعة العين ضد الأمراض , لذلك نرى أن الدموع وان كانت حزينة إلا أنها عزيزة على العين لأنها تحميها من الأخطار.
فالبكاء فقد ذكره الله كصفة جيدة للمؤمنين فقال: (وَإِذَاسَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِن َالدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [المائدة: 83].
وهنا نتأمل هذه العبارة (تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) فقد ثبُت علمياً أن في العين غدد خاصة مسؤولة عن إفراز الدمع ترتبط مع الدماغ وهي تشبه مجاري الماء التي تفيض عندما يتدفق الماء بغزارة!
وقد مدح الله أولئك الذين يخشعون أثناء استماعهم للقرآن، يقول تعالى: (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا)
[الإسراء: 109].
البكاء من خشية الله تعالى ينتج أفضل أنواع الدموع على عكس الأنواع الأخرى الناتجة عن الخوف أو الحزن أوالاكتئاب. فالبكاء نعمة حقيقية والدموع نعمة لا نشعر بفوائدها إلا عندما تصاب أعيننا بالجفاف أو نفقد هذه النعمة.
الأن نبدأ بأنواع البكاء وأصدقها مع بعض الشواهد الإسلاميه
فقد قال يزيد بن ميسرة رحمه الله : " البكاء من سبعة أشياء :
البكاء من الفرح ، والبكاء من الحزن ، والفزع ، والرياء ،
والوجع ، والشكر ، وبكاء من خشية الله تعالى ،
فذلك الذي تُطفِئ الدمعة منها أمثال البحور من النار ! " . http://img.al-wlid.com/imgcache/307735.gif
وذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه " زاد المعاد "
عشرة أنواع للبكاء
نوردها كما ذكرها .
* بكاء الخوف والخشية .
* بكاء الرحمة والرقة .
* بكاء المحبة والشوق .
* بكاء الفرح والسرور .
* بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله .
* بكاء الحزن .... وفرقه عن بكاء الخوف ،
أن الأول " الحزن " : يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف : يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك ،
والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ، ودمعة الحزن : حارة والقلب حزين ، ولهذا يقال لما يُفرح به هو " قرة عين " وأقرّ به عينه ، ولما يُحزن : هو سخينة العين ، وأسخن الله به عينه .
* بكاء الخور والضعف .
* بكاء النفاق
وهو : أن تدمع العين والقلب قاس .
* البكاء المستعار والمستأجر عليه ،
كبكاء النائحة بالأجرة
فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها .
* بكاء الموافقة :
فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر عليهم فيبكي معهم
ولا يدري لأي شيء يبكون يراهم يبكون فيبكي . " زاد المعاد " ( 1 / 184 ، 185 ) .
والبكاء من خشية الله تعالى أصدق بكاء تردد في النفوس ،
وأقوى مترجم عن القلوب الوجلة الخائفة .
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين :
قطرة من دموع خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ،
وأما الأثران : فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله "
رواه الترمذي ( 1669 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1363