بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   خطب الشيخ / نبيل الرفاعى (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   188 خـطبتى عيد الفطر المبارك (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=12993)

بنت الاسلام 08-11-2013 01:29 AM

188 خـطبتى عيد الفطر المبارك
 
188 خطبتى عيد الفطر بعنوان :
ألقاها فضيلة الأخ الشيخ / نبيل بن عبدالرحيم الرفاعى

أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب

الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر ما صام صائم و أفطر ، و الله أكبر ما طائف و اعتمر ،
و الله أكبر ماسال دمع و انهمر .
الحمد لله بارِئ البريّات و عالم الخفِيَّات ، المطَّلِع على الضّمائر و النيات،
أحمده سبحانه و أشكره وسِع كلَّ شيء رحمة و علمًا ،
و قهر كلَّ مخلوق عِزةً و حُكما ،
{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا }
[110 طه] ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
شهادةً خالصة مخلَصة أرجو بها الفوزَ بالجنات ،
و أشهد أنَّ سيِّدنا و نبيَّنا محمَّدًا عبد الله و رسوله
المؤيَّد بالمعجزات و البراهين الواضحات ،صلّى الله و سلَّم و بارك عليه ،
و على آلِه السادات و أصحابه ذوي الفَضل و المكرُمات ،
و التابعين و من تبعهم بإحسانٍ ما دامت الأرض و السّموات،
و سلَّم تسليماً كثيراً .
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله .
و الله أكبر ، الله أكبر ، و لله الحمد .
الله أكبر ما أشرقَت شمسُ هذا اليومِ الأغرّ ، و الله أكبر ما تعاقب العيدان :
عيدُ الفطر و يومُ الحجّ الأكبر .

فأوصيكم أيها الناس
و نفسي بتقوى الله عزّ و جلّ ، فاتقوا الله رحمكم الله ،
فتقوى الله خير زاد ليوم المعاد ، اتّقوه فيما أمر ، و اتّقوه فيما نهى عنه و زجَر ،
زيِّنوا بواطنكم بالتّقوى و الإخلاص كما زيّنتم أبدانَكم بجميلِ المظهر و اللّباس ،
و تذكَّروا باجتماعِكم هذا يومَ العرضِ الأكبر ،
{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ }
[18: الحاقة] .
جعلني اللهُ و إياكم ممن ذكِّر فتذكَّر ، و غفر الله لنا ذنوبَنا ما تقدَّم منها و ما تأخّر ؛
فهو الكريم الجواد ، يقبل التوبةَ عن عبادِه و يغفِر لمن استَغفَر .
أيّها المسلمون ،
هذا عيدُكم ، فابتهِجوا و افرَحوا و تزاوَروا ، و انشُروا المحبّةَ و الألفةَ ،
و ثِّقُوا روابِطَكم ، تبادلوا التهاني و الدّعوات بعُمرٍ مَديد و عملٍ صالحٍ سَديد ،
افرَحوا بيوم فِطركم كما تفرَحون بيومِ صومكم ، فَرحةَ القيام بالواجب و امتثالِ الأمر ،
و فرحةَ حُسن الظنّ بالله الكريمِ المنّان و الثّقة بحسنِ جزائه ،
للصائِم فرحتان : إذا أفطر فرِح لفطره ، و إذا لقيَ ربَّه فرح لصومه .
إنه يومُ الجوائز ، و هل يُفرَح إلاّ بالجوائز ؟!
أدّيتم فرضَكم، و أطَعتُم ربَّكم ، صمتم و قمتم ،
و قرأتم و تصدقتم ، فهنيئًا لكم .
عيدٌ سَعيد يستَقبِلُه المسلِمون بالتّكبير ، و تجمعُهُم فيه صلاةٌ جامعة ،
يحمَدون اللهَ و يسبّحونه ، و يهلِّلونه ويكبِّرونه ،
المسلمون في أعيادهم يتَّصلون بربهم و يتواصَلون مع إخوانهم ،
أرأيتم أعظمَ و أجملَ من هذا المنهَج في الاجتماع
و الاحتفال الجامِع بين صلاحِ الدّين و الدنيا ؟!
الله أكبر ما تنزّلت الرحماتُ من العليّ الكبير ، و الله أكبر ما صلى الأنام
على سيِّد الأنام سيدنا و نبينا محمّد عليه الصلاة و السلام ،
الله أكبر و لله الحمد .
معاشرَ الإخوة ،
و في غَمرةِ البهجةِ و الابتهاجِ و الفَرح و الاستبشار يجمل الحديث عن حسن الخلق .
و الحديثُ عن حُسن الخلُق حَديثٌ واسِع و مَوطِئ أَنيس ،
و من العَسيرِ الإحاطةُ بهِ في كَلِمة أو حَصرُه في مَقامٍ ، غَيرَ أنَّ ثمّةَ صِفةً عظيمةً ،
جامِعة لمكارِم الأخلاقِ ، ضابطةً لحسن السّلوك حاكمةً للتصرفات ،
صِفةً طالما تحدَّث الناس عنها ، و استحسنتها نفوسهم ،
و امتدحتها منتدياتهم ، و لكنّها مع كل أسف ،
السلوكُ الغائب و الخلُق المفقود لدى كثير من الناس ،
بل إنها غائبةٌ عند بعض الناس حتى في أنفسهم ،
ناهيكم بمن حولهم من الأهل و الأقربين .
صفةٌ كريمة و خلُق جميل ، فيه سَلامةُ العِرض و راحةُ الجسَد و اجتلابُ المحامد ،
خلُقٌ من أشهَر ثمارِ حُسن الخلق و أشهاها ،
و من أظهر مظاهِر جميل التعاملات و أبهاها ، خلُقٌ يقول فيه
نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه و آله و سلم :
( مَا كَانَ في شيءٍ إلا زَانَه ، وَ مَا نُزِعَ مِنْ شيءٍ إلا شَانَه )
رواه مسلم ،
إنه الرّفقُ رحمكم الله .
فالرفق تحكُّمٌ في هوى النفس و رغباتها ،
و حَملٌ لها على الصبرِ و التحمُّل و التجمُّل ، و كفٌّ لها عن العنف و التعجُّل ،
و كظمٌ عظيم لما قد يلقَاه من تطاوُل في قولٍ أو فعل أو تعامل .
الله أكبر ما تعالَت الأصواتُ بالتّكبير ،
و الله أكبر ما تصافَح المسلمون و تصافَوا في هذا اليومِ الكبير ،
و الله أكبر كبيرًا ، و الحمد لله كثيرًا ، و سبحان الله بكرةً و أصيلا .
الرفقحفظكم الله
لين الجانب و لطافةُ الفعل و الأخذُ بالأيسر و الأسهل ،
فيه سلامةُ العِرض و صفاءُ الصدر و راحةُ البدن و استجلاب الفوائِد
و جميلِ العوائد و وسيلةُ التواصل و التوادّ و بلوغ المراد .
إنه مظهرٌ عجيبٌ من مظاهر الرشد ،
بل هو ثمرةٌ كبرى من ثمار التديُّن الصحيح .
الرفق يلين سَورَة عناد المعاندين و يقهَر عريكةَ ذوي الطغيان ،
و في حديث جرير بن عبد الله البجليّ رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله عزّ و جلّ لَيعطِي على الرِّفقِ ما لا يعطي على الْخَرَق
– أي : الْحُمقِ -،
و إذا أحبَّ الله عبدًا أعطاه الرفق ،
و ما كانَ أهلُ بيتٍ يُحرَمونَ الرفق إلا حُرِمُوا الخيرَ كلَّه ) ،
و في حديث أم المؤمنين
أمنا السيدة / عائشة رضي الله عنها و عن أبيها أنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
( إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق ،
و يعطِي على الرفقِ ما لا يُعطي على العُنف و ما لا يعطي على سواه )
رواه مسلم ،
و عنها رضي الله عنها و أبيها و أرضاهما أنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
( يا عائشة، ارفقِي ؛
فإن الله إذا أرادَ بأهلِ بيتٍ خيرًا دَلَّهُم على باب الرِّفق ) .

بنت الاسلام 08-11-2013 01:31 AM

معاشرَ الإخوة
الرفقُ هو منهجُ نبيِّنا و حبيبنا و سيِّدنا
محمّد صلى الله عليه و آله و سلّم منحه ذلك ربُّه ،
و امتنَّ به عليه بقوله تعالى :
{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ
لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ }
[آل عمران: 159] .
فرسولُ الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
هو المثلُ الأعلى و الأسوةُ الأولى في أفعالِه و أقوالِه و معاملاتِه
رِقّةً و حُبًّا و عطفا و رِفقًا ،
يقول أنس رضي الله عنه :
[ خدمتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه و على آله
و صحبه و سلم
عشر سنين ، والله ما قال لي أُفًّا قطّ ،
و لا قالَ لشيءٍ : لِمَ فعلتَ كَذَا ؟ و هلا فعلتَ كذا ؟ ]
متفق عليه.
و عنه رضي الله عنه قال :
[ كنتُ أمشِي معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
و عليه بُرْدٌ غليظُ الحاشية ، فأدركه أعرابيّ فجذبَهُ جذبةً شديدة
حتى نظرتُ إلى صَفحةِ عاتِقِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه
و على آله و صحبه و سلم و قد أثَّرتْ بها حاشيةُ البردِ من شدّة جذْبتِه ،
ثم قال: يا محمد ، مُرْ لي من مالِ اللهِ الذي عندَك ،
فالتفت رسولُ اللهِ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و ضحِكَ،
و أمرَ له بعطاء ] .
أخرجه البخاري .
الله أكبر ما لانت القلوب ، و أخبتت لعلام الغيوب ،
و الله أكبر ما صفت النفوس و سبحت للملك القدوس ،
الله أكبر الله أكبر و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ، الله أكبر و لله الحمد .
أيّها المسلمون
الرفقُ سلوكٌ كريم في القول و العملِ و توسّطٌ في المواقف ،
و اعتدالٌ و توافق ، و اختيارٌ للأسهل و الألطف .
ليس للرفقِ حدودٌ تقيِّده و لا مجالٌ يحصُره ،
بل هو مطلوبٌ في كلِّ الشؤون و الأحوال و في الحياة كلِّها
و في شأنِ المسلم كلِّه .
يأتي في مقدّمة ذلك المطلوباتُ الشرعية ؛
فربّنا - عزَّ شأنه - رفيق بخلقِه رؤوف بعباده كريم في عفوه رفيقٌ في أمره و نهيه ،
لا يأخذ عبادَه بالتكاليف الشاقّة ،
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }
[التغابن: 16] ،
{ لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا }
[البقرة: 286] ،
{ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }
[البقرة: 185]
و من أعظم صوَر الرفق أيها الأحبة :
الرفقُ بالأهل و الأسرةِ من الآباءِ و الأمهاتِ و الأطفالِ و الزّوجات .
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" شِدّة الوطأة على النساء مذموم ؛
لأنَّ النبي صلى الله عليه و سلم أخذَ بسيرةِ الأنصار في نسائِهم
و تركَ سيرةَ قومه " .
أيّها الأبناء
ارفُقوا بآبائكم و أمهاتكم ، أحسِنوا الصحبة ، و لينوا في المعاملة ،
{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }
[الإسراء: 24] .
أيّها الآباء ، أيّها الأمّهات
ارفقوا بأبنائكم و بناتِكم ؛ فربكم يعطِي على الرفقِ ما لا يعطِي على العنفِ ،
و إذا أراد الله بأهلِ بيتٍ خيرًا أدخل عليهم الرفق .
ترفَّقوا بالخدمِ و العمّال ، و لا تكلِّفوهم ما لا يطيقون ،
و أحسِنوا مخاطبتَهم ، و أعطوهم أجورَهم طيِّبةً بها نفوسُكم
في مواعيدِها و إذا طلبوها ، و أطعِموهم مما تطعمون .
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
يا رسول الله ! كم أعفو عن الخادم ؟
فصمت عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
ثم قال : يا رسول الله ! كم أعفو عن الخادم ،
فقال صلى الله عليه و سلم :
( كل يوم سبعين مرة )
أيّها المعلِّمون أيّها الدّعاة أيّها المسؤولون
ارفقوا و ترفَّقوا ؛ فالرفقُ و الإحسان أسرعُ قبولا و أعظمُ أثرًا .
و بعد عبادَ الله
فالحلم بالتحلُّم ، و العلم بالتعلُّم ، و الرفق بالترفّق ،
و حُسن الخلق كلّه بالتخلّق ، و من يَتوخَّ الخير يُعطَه ،
و من يتوقَّ الشر يوقَه ، و أوّل المودّة طلاقةُ الوجه ،
و الثانيةُ الرفقُ و التودّد ، و الثالثة قضاء حوائج الناس .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،
{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ *
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ
فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ }
[الأعراف: 199-201] .
الله أكبر ما عنَت الوجوه للحيّ القيوم ،
و الله أكبر ما ندِم المقصِّرون ، و استغفر المذنبون ،
الله أكبر ، و لله الحمد .
بارك الله لي و لكم و نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ،
و بهدي سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
و أقول قولي هذا ،
و أستغفر الله لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

بنت الاسلام 08-11-2013 01:32 AM

الحمد لله هادِي مَن استهداه و مجيبِ من دَعاه ،
أحمده سبحانه و أشكره على جزيلِ ما أفضل و كريم ما أعطاه ،
و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له ،
لا إلهَ غيره و لا ربَّ لنا سواه ،
و أشهد أن سيّدنا و نبيّنا محمّدا عبد الله و رسوله و مصطفاه و مجتباه ،
صلى الله و سلم و بارك عليه ،
و على آله و أصحابه ممن هاجر معه و نصرَه و آواه،
و التابعين و من تبعهم بإحسان و اقتفى أثرَه و اتبَع هداه ،
و سلَّم تسليمًا كثيرًا دائمًا أبدًا لا حدَّ لمنتهاه .
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله .
و الله أكبر ، الله أكبر ، و لله الحمد .
الله أكبر كبيرًا ، و الحمد لله كثيرًا ،
و سبحان الله بكرة و أصيلاً .

فبارك الله لكم في أعيادِكم
و دامَت مسرّاتكم ، و تقبّل الله طاعتكم ، و زادَكم إحسانًا و توفيقًا ،
و أعانكم على ذكرِه و شكرِه و حسن عبادته .
ثم اعلموا رحمكم الله و بارك في أعيادكم
أن التهنئةَ الصادقة و الابتهاجَ الحقّ يكون لمن قَبِل الله صيامَه وقيامه،
و حسُنتْ نيته ، و صلُح عمله .
العيدُ عيدُ من عفَا عمّن زلَّ و هفا ، و أحسن لمن أساء .
العيد عيدُ من حفِظ النفسَ و كفَّ عن نوازِع الهوى ،
يلبس الجديد و يشكر الحميدَ المجيد ، في فرحٍ لا يُنسي و بهجةٍ لا تُطغي .
لا يسعَد بالعيدِ من عَقّ والدَيه و حُرِم الرّضا في هذا اليوم المبارك السعيد ،
و لا يسعَد بالعيد من يحسُد الناسَ على ما آتاهم الله من فضله ،
و ليس العيدُ لخائنٍ غشّاش يسعَى بالفساد بين الأنام ،
كيف يفرح بالعيد من أضاع أموالَه في ملاهٍ محرّمة و فسوق و فجور ؟!
ليس له من العيد إلا مظاهرُه ، و ليس له من الحظّ إلا عواثرُه .
الله أكبر ، لا إله إلا الله . و الله أكبر ، الله أكبر ، و لله الحمد .
ثمّ اعلموا رحمكم الله
أنّ من أعمالِ هذا اليوم إخراجَ زكاةِ الفطر ، فأخرجوها طيّبةً بها نفوسكم .
مقدارها صاعٌ من طعامٍ من غالِب قوتِ البلَد كالأرز و البرّ و التّمر عن كلّ مسلم .
و وقت إخراجها الفاضِل يوم العيد قبل الصلاة .
و من مظاهرِ الإحسان بعد رمضان استدامةُ العبد على نهجِ الطاعة
و الاستقامة و إتباعُ الحسنة الحسنة ،
و قد ندبكم نبيُّكم محمدٌ صلى الله عليه و سلم
بأن تُتْبِعُوا رمضانَ بستٍ من شوال ،
فمن فعل فكأنما صام الدهر كلَّه .
تقبّل الله منّا و منكم الصيام و القيامَ و سائرَ الطاعات و الأعمال الصالحات .
هذا و صلّوا ـ يرعاكم الله ـ على خير البرية و أزكى البشرية عبد الله و رسوله
سيدنا و حبيبنا محمّد بن عبد الله صاحب الحوض و الشفاعة ،
فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه ،
و ثنى بملائكته المسبِّحة بقدسِه ، و أيّه بكم أيها المؤمنون ،

فقال جلَّ من قائل عليما :
{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا }
[ الأحزاب : 56 ]
اللّهمّ صلِّ و سلِّم وبارِك على عبدِك و رسولك
سيدنا و نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،
و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،
و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين :
أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،
وعن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،
و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .

و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :
( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .
فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللّهمّ اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللّهمّ أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم
اللّهمّ و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و وحد كلمتهم
اللّهمّ آمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم
و أحفظ أخواننا فى برد الشام و فى فلسطين و مينمار و أفغانستان و جميع المسلمين
اللّهمّ و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و داوى جرحاهم
و تقبل شهداءهم و أحفظ دينعم و أموالهم و أعراضهم
اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين
اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين
اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين
اللّهمّ سقيا رحمة لا سقيا عذاب بفضلك و كرمك يا كريم يا تواب
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم
أنتهت

و لا تنسونا من صالح دعاءكم .
و تجدونها فى ملف مرفق لمن يرغب فى الأحتفاظ بها

و لخطب فضيلته السابقة تفضلوا بزيارة موقعنا
و به من خير الله الكثير
اما بالنسبة لموقع فضيلة الشيخ نبيل الرفاعى فهو :-

و أوصيكم بزيارتهما بأستمرار فبهما من خير الله الكثير
و بهما تستمعون لقرأة القرآن الكريم بالصوت الشجى و اللهجة الحجازية الأصيلة
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و من جميع المسلمين

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/...ppid=yahoomail


All times are GMT +3. The time now is 05:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.