خطبتى الجمعة 165 بعنوان : الغيبة و الوشاية و النميمة
165 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( الغيبة و الوشاية و النميمة) أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب الحمد لله الصادق القيل، خصَّنا بأقومِ شريعةٍ وأحكم تنزيل، أحمده سبحانَه وأشكره وعد الصادقين بأعظم المثوبةِ ومزيدِ الفضلِ والتَّبجيل، وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له شَهادةً نرجُو بها في دارِ الكرامةِ الظِّلَّ الظّليل، وأشهد أنَّ سيدنا و نبيَّنا محمَّدًا عبد الله ورسوله خير من أرسِل بأزكى خصالٍ وأسطع دليل، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان في أكرم الشِّيَم وأقوم السّبيل، وسلَّم تسليمًا كثيرا. فأوصيكم -أيها المسلمون- و نفسي بتقوى الله عزّ وجلّ، فاتقوا الله رحمكم الله، فلقد نطقَت الغِيَر بالعِبَر، فانظروا لخلاصكم قبل انقضاءِ أعماركم، واعتبِروا بمن مضَى من القرونِ والأقران، وسلُوا القبورَ عن ساكنِيها، فالعاقلُ مَن راقبَ العواقبَ، ومن أخطأَته سهامُ المنيَّة قيَّده عِقالُ الهَرَم، ألا يكفي زاجرًا للمُقيمين مَن رحَل؟! فإذا عزمتَ -يا عبد الله- على الخير فبادِر، فالموت يفصِمُ العُرى، وليس في الآخرةِ مِن عِوَض، وسَكرانُ الهوى بعيدُ الإفاقة. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * } [المنافقون: 9-11]. أيُّها المسلِمون ، داءٌ وَبيل وشرٌّ خَطير يُولِّد أَعظمَ الشّرور، ويُنتِج أشدَّ المفاسِدِ، كَم أُدمِيَت به من أفئدة، وقَرَحَت من أكباد، وقُطِّعت من أرحام، وقُتِّل مِن أبرياء، وعُذِّب مظلومُون، وطُلِّقَت نِساء، وقُذِفَت مُحصَنات، وانتُهِكت أَعراض، وتفكَّكَت أُسَر، وهُدِّمَت بيوت! بل كم قد أُوقِدت به مِن فتن، وأُثِيرت نعَرات على مُستوى الأفراد والأُسَر والبُلدان والأقاليم، ففسَدت العلاقاتُ، وساءت الظّنون، ولم يَدَع هذا الداءِ للصُّلح موضعًا، ولا للوُدِّ مكانًا. مرضٌ خطيرٌ مِن أمراضِ القلوب وآفاتِ اللسان وأدواءِ المجتمعات، وعَصرُنا في إعلامه واتصالاته ومواصلاته ساعَدَ على انتشارِه وزاد في آثارِه، هل عرفتم هذا الداءَ عبادَ الله؟! إنَّه مرض الوِشاية والسّعاية وبلاءُ النّميمة وقَالةُ السوء؛ نقلُ الكلام بينَ الناس على جهةِ الإفساد وزرع الأحقاد وبثِّ الضغائن . النميمةُ رأس الغدر، وأساسُ الشرّ، { وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ } [القلم: 10-13]. صِفاتٌ مُتواليات، ونُعوتٌ مُتتابعات، كلُّ خصلةٍ أشدُّ من الأخرى، حلاَّفٌ كثيرُ الحلِف؛ لأنّه يعلَم من نفسِه عدَمَ صِدقِه وشكَّ الناس فيه وانتزاعَ الثقة منه، مَهينٌ حقير ولو بدا جميل الهيئة بهيَّ الطلعة؛ لأنّه لم يُكرِم نفسَه في داخِله، ولم يقدُر النّاسَ حق قدرهم، والمهانة صفةٌ نفسية تلصَقُ بالمرء ولو كان ذا جاهٍ أو مالٍ أو جمال . همَّازٌ غمَّاز باللَّحَظ واللّفظ والإشارة والحضور والغَيبة . منَّاعٌ للخير عن نفسه وعن غيره، مُعتدٍ مُتجاوزٌ للحق والعدل والإنصاف، فضلاً عن أن يكونَ من أهل الإحسان ونشر الخير والمحبة . أثيمٌ واقعٌ في المحرمّات، والغٌ في المعاصي، عُتُلٌّ فظٌّ قاسٍ مكروهٌ ولو بدَا فيه لُطفٌ مُتصنَّع ورقَّةٌ مُتكلَّفة، زنيمٌ شرير يحبُّ الإيذاء ويستمتعُ ببذل الشرّ وزرع الأحقاد. النمَّامُ -معاشر الأحبة- ذو الوجهين، يُقابِل هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، مُتلوِّن حسبَ المواقفِ والمصالح، ما دفعَه إلا عداوةٌ وبَغضاء، أو مُشاركة أصحابِ السوءِ ورفاقِ الرذيلة، أو حبّ التحدُّث، أو التسلي في المجالس بأعراض الناس، أو إرادة السوء بمن حكَى عنهم ووقَع فيهم. الواشي ينسَى نفسَه ويشتَغِل بعيوب غَيره، إن علِم خيرًا أخفاه، وإن درَى بشرٍّ أفشَاه، وإن لم يعلَم هذا ولا ذاك امتطَى مطيَّة الكذِب والبهتان. الواشُون والنمَّامون باعوا دينَهم بدنيا غيرهم، ورضا الناس بسخَط الله، تملَّقوا الناس ولم يخافوا الله، لا بتضييع الأمانةَ، وانتهاك الأعراضَ وتقطيعها. النمَّامُ لسانُه حلو وقلبُه يلتهِب، يُفسِد في ساعَة ما لا يُفسِده السّاحر في سَنَة، لا يعرف للشّهامة سبيلاً ولا للمروءة طريقًا، كم حمَل هذا النمَّامُ من الأوزار والآثام والخطايا ! ولهذا جاء في الحديثِ الصحيح المتفق عليه عن حذيفة رضى الله تعالى عنه . ( لا يدخل الجنةَ نمَّام ) و قد مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه و آله و سلّم بقبرَين فقال عليه الصلاة و السلام : ( إنهما ليُعذَّبان ، و ما يُعذَّبان في كبير ؛ بلى إنّه كبير ، أمّا أحدهما فكان يمشِي بالنميمة ، و أما الآخرُ فكان لا يستتِرُ من البول ) متفق عليه. وفي الحديث الآخر : ( تجدُ من شرِّ الناس عند الله يومَ القيامة ذا الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بوجهٍ و هؤلاء بوجهٍ ) ، ويقول أبو هريرة رضى الله تعالى عنه : " النمَّامُ شرّ خلق الله ". |
إخوة الإيمان : لقد أجمعتِ الأمة على تحريم النميمة؛ فهي من أعظم الذنوب والكبائر، و في الحديث أيضاً : ( شرُّ عباد الله المشَّاؤون بالنّميمة ، المُفرِّقون بين الأحبَّة ، الباغون للبُرآء العَنَت ) أخرجه أحمد. معاشر الإخوةِ، النميمة مبنيةٌ على الكذِب والحسَد والنفاق، وهذه خصال الذلّ، وكفَى بذلك قُبحًا وذمًّا وسوءًا . النميمةُ من شرِّ ما مُنِيَت به الفضائل ورُزِئَت به العلاقات، والنّميمة -وقاكم الله- تكون بالقول وبالكتابة وبالرمز وبالإشارة وبالإيماء . أيها الأحبة، والنّميمةُ تقعُ بين الأُسَر والأزواج، تُضرِمُ النار في البيوت العامرة، وتنشُر الفُرقة في الأُسَر الكريمة، تُوغِر الصدور، وتُقطِّع الأرحام، وتقعُ في الموظَّفين والمسؤولين وأصحابِ الأعمالِ بقصد إلحاق الضرر والحرمان منَ المُستحقَّات المالية والوظيفية. وليَحذر الكبراء والوُجهاءُ والعلماء من بعضِ الجُلساء؛ ممن قلَّت ديانتُهم، وضعُفَت أمانتُهم، الذين يُرضون الناسَ بسخطِ الله، فعلى هؤلاء الفُضلاء الكُرماء التثبُّت فيما يُنقَل، والتمحيصُ فيما يُقال، حتى لا تُبسَط أيدي، وتقوى أطماع، ومن ثمَّ تحُلُّ العقوبة بالأبرياء، وتُؤكَل أموال الضعفاء . معاشرَ المسلمين، ومن حُمِلت إليه النميمة، أو بلَغته الوِشاية، أو حضَر مجلسَ نمَّام أو سمِعه، فينبغِي أن لا يُصدِّقه، فإنما هو فاسق، وقد قال عز شأنه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } [الحجرات: 6]، كما يجبُ بُغض هذا المسلَك والنفرةُ منه، فهو معصيةٌ من أكبر المعاصي، وكبيرةٌ من كبائرِ الذنوب. والأجملُ بالمسلم والأجدَر أن لا يُسيءَ الظنَّ بأخيه الذي نُقِل عنه الكَلام، ثمّ إذا سمِع كلامًا أو بلغَه حديث فلا يتجسَّس ولا يتتبَّع، وليحذَر أن يكونَ نمَّامًا ليحكِيَ ما بلَغه وينقُل ما سمِعه. ومن قَبل ذلكَ وبعدَه فليتّق الله، ولينصَح وليُنكِر بالحكمة والموعظة الحسنة؛ فالخطر عظيم، والأثر جسيم، نصحًا لإخوانه، وحبًّا لهم، وشفقةً عليهم، فيسعَى في كلِّ ما يُؤلِّف القلوبَ، ويجمَع الكلِمة، ويحفظ المودّة، وينبذ الفُرقة، ويُجنِّب البغضاء. فاحذروا رحمكم الله وعافاكم، ومحِّصوا، وتحقَّقوا، ولا تتَعجَّلوا، واعفوا واصفَحوا واغفروا، واسمعوا وأطيعوا . سعى رجلٌ إلى عليٍّ رضى الله تعالى عنه برجلٍ، فقال عليٌّ رضى الله تعالى عنه : " يا هذا ، إن كنتَ صَادقًا فقد مَقَتناك ، و إن كنت كاذبًا عاقبناك ، وإن شئتَ الإقالَة أقلناك ، فقال : أقِلني يا أمير المؤمنين " . وسعى رجلٌ باللّيث بن سعد إلى والي مِصر، فبعث الوالي إلى الليث، فلما دخل عليه قال الوالي: يا أبا الحارث، إنَّ هذا أبلغني عنك كذا وكذا، فقال الليث: سَلْه عما أبلَغَك : أهو شيءٌ ائتمنَّاه عليه فخاننا فيه فما ينبغي أن تقبَل من خائن، أو شيءٌ كذبَ علينا فيه فما ينبغي أن تقبَل من كاذب ؟ فقال الوالي: صدقتَ يا أبا الحارث. وجاء رجلٌ إلى وهبِ بن مُنبِّه فقال : إنّ فلانًا يقول فيك كذا وكذا، فقال : أما وجدَ الشيطانُ بريدًا غيرَك ؟! |
و بعد : عباد الله ، فكم جرَّت هذه الصفةُ الذميمة على كثيرٍ من الأبرياء والغافلين طاهري القلوب سليمي الصدور، كم جرَّت من مآسٍ! وكم قضَت على أنفُس، وسلَبَت من أموال، وشتَّتت من أُسَر، وأوقعَت من علماء، وأخرجَت من ديار، وجلَبَت من مِحَن، واغبرَّت بصالحين مُطمئنين، وحرَمت أطفالاً وأمهاتٍ من أُسرهم وأهليهم، لقد قطَّعت أرزاقًا ومنَعت نفقات، بدون جنايةٍ اقترفوها؛ بل بوشايةٍ كانوا ضحيَّتها . ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، فكم هي نعمةُ الله على عبده أن لا يكونَ ممن يحسُدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، فيعصِمه الله من النّميمة، ويحفظه من الوشاية، ويحميه من قالَة السّوء، ومن أراد السلامة فليجتنِب كثرة الكلام وإفشاء الأسرار وقبول مقولات الناس . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ } [سورة الهمزة]. بارك الله لي و لكم في القرآن الكريم نفعني الله وإياكم به ، وبهدي محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كلّ ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم. |
الحمد لله وهو بالحمد جدير، أحمده سبحانه وأشكره على فضله العميم وخيره الوفير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } [الشورى: 11]، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه البشيرُ النذيرُ والسراجُ المُنير، صلّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله ذوي القدر العليِّ وأصحابه أولي الشرف الكبير، وعلى التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ ومَن على طريق الحقِّ يسير، وسلَّم التّسليم الكثير. فإخوانك - أيّها المسلم - مَن إذا فارقتَهم حفِظوك، وإذا غِبتَ عَنهم لم يَعيبوك، ومُبلِّغك الشرَّ كباغِيه لك، ومَن أطاع الواشِي أضاعَ الصّديق، ومن نمَّ لك نمَّ عليك، ومَن بلَّغك السبَّ فقد سبَّك، وشرٌّ من السّاعي من أنصتَ إليه، ولو صحَّ ما نقلَه النمَّامُ إليك لكان هُو المُجترئَ بالشّتم عليك. أمّا من نُقِل عنه الكلام فهو أَولَى بحِلمِك وصفحِك؛ لأنّه لم يُقابِلك بالسّوء والشّتم، ويكفيكم في ذلك : قول نبيِّكم محمَّد صلى الله عليه و سلم : ( لا يُبلِغنَّ أحدٌ مِن أصحابي عن أحدٍ شيئًا ، فإني أحِبُّ أن أخرُج إليكم و أنا سليمُ الصدر ) أخرجه أحمد. فالعاقلُ يغض طرفه عمّا ينقلُه الوُشاةُ، ويتحاشَى عمّا لا يليقُ بأهل العَقل والحِكمة؛ إذ عِند التأمُّل والنَّظر ترى أنَّ قصدَ النمَّام إلى المُخبِر أكثرُ من قصده إلى المُخبَر به، فاللومُ على من أعلَمك لا من كلَّمك. قيل لأم الدرداء رضى الله تعالى عنها : إن رجلاً نالَ منكِ عند عبد الملك بن مروان، فقالت رضى الله تعالى عنها : " إن اتُّهِمنا بما ليس فينا فطالما زُكِّينا بما ليس فينا " . على أنّه من نُقِل إليه من أخيه نميمة فلا مانعَ أن يُعاتِبه على الهَفوة، ويقبَل عُذرَه إذا اعتذَر من غَير تعنيفٍ في العِتاب، ومِن ثمَّ توطين النفس على الإكثارِ من الشّكر عند الحِفاظ والصّبر عند الضياع، والرفقُ بالجاني عِتاب، والصفحُ من شِيَم الأحرار. ألا فاتقوا الله رحمكم الله، وحافِظوا على أُخوَّةِ الإسلامِ ورابطةِ الإيمان، فمَن أراد أن يسلَم من الإثم ويبقَى له وُدُّ الإخوان فلا يقبَل قولَ أحدٍ في أحَد، فقد أحبَّ قومٌ بقولِ قوما، وأبغضوهم بقولِ آخرين، فأصبَحوا على ما سمعوا نادمين . هذا و صلّوا ـ رحمكم الله ـ على خير البرية و أزكى البشرية محمّد بن عبد الله صاحب الحوض و الشفاعة ، فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه ، و ثنى بملائكته المسبِّحة بقدسِه ، و أيّه بكم أيها المؤمنون ، فقال جلَّ من قائل عليما : { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56] اللّهمّ صلِّ و سلِّم وبارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ، و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ، و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ، وعن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ، و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين . و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه : ( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) . فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ، و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ، و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ، يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء . اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ، و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك . اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و وحد كلمتهم اللهم آمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم و أحفظ أخواننا فى برد الشام و فى فلسطين و مينمار و أفغانستان و جميع المسلمين اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و داوى جرحاهم و تقبل شهداءهم و أحفظ دينعم و أموالهم و أعراضهم اللهم أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين اللهم أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين اللهم أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب بفضلك و كرمك يا كريم يا تواب ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم أنتهت و لا تنسونا من صالح دعاءكم . و تجدونها فى ملف مرفق لمن يرغب فى الأحتفاظ بها و لخطب فضيلته السابقة تفضلوا بزيارة موقعنا و به من خير الله الكثير اما بالنسبة لموقع فضيلة الشيخ نبيل الرفاعى فهو :- |
All times are GMT +3. The time now is 01:58 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.