بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   حديث اليوم 4945 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=71160)

حور العين 09-18-2020 03:17 PM

حديث اليوم 4945
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

حديث اليوم


تفريج الكربات

عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال

( من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم
القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر
مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في
عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى
الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه
بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم
الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )
رواه مسلم.

الشرح
هذا الحديث حديث عظيم جامع لأنواع من العلوم والقواعد والآداب فيه فضل
قضاء حوائج المسلمين، ونفعهم بما يتيسر من علم أو مال أو معاونة
أو إشارة بمصلحة، أو نصيحة أو غير ذلك، ومعنى تنفيس الكربة إزالتها،

قوله [من ستر مسلماً] الستر عليه أن يستر زلاته والمراد به الستر على
ذوي الهيئات ونحوهم ممن ليس معروفاً بالفساد، وهذا في ستر معصية
وقعت وانقضت، أما إذا علم معصيته وهو متلبس بها فيجب المبادرة بالإنكار
عليه ومنعه منها، فإن عجز لزمه رفعها إلى ولي الأمر، إن لم يترتب على
ذلك مفسدة، فالمعروف بذلك لا يستر عليه، لأن الستر على هذا يطمعه
في الفساد والإيذاء، وانتهاك المحرمات، وجسارة غيره على مثل ذلك، بل
يستحب أن يرفعه إلى الإمام إن لم يخف من ذلك مفسدة، وكذلك القول
في جرح الرواة والشهود والأمناء على الصدقات والأوقاف والأيتام
ونحوهم، فيجب تجريحهم عند الحاجة، ولا يحل الستر عليهم إذا رأى منهم
ما يقدح في أهليتهم، وليس هذا من الغيبة المحرمة، بل من النصيحة الواجبة،

قوله: [والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه] ومنه أن العبد إذا
عزم على معاونة أخيه ينبغي أن لا يجبن عن إنفاذ قول أو صدع بحق، إيماناً
بأن الله تعالى في عونه، وفي الحديث فضل التيسير على المعسر وفضل
السعي في طلب العلم، ويلزم من ذلك فضل الاشتغال بالعلم، والمراد العلم
الشرعي، ويشترط أن يقصد به وجه الله تعالى.

قوله (صلى الله عليه وسلم): [وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون
كتاب الله ويتدارسونه بينهم] هذا دليل على فضل الاجتماع على تلاوة القرآن
في المساجد، و [السكينة] ههنا قيل: المراد بها الرحمة، وهو ضعيف، لعطف
الرحمة عليها، وقال بعضهم: السكينة الطمأنينة والوقار، وهذا أحسن، وفي
قوله [وما اجتمع قوم] هذا نكرة شائعة في جنسها، كأنه يقول: أي قوم
اجتمعوا على ذلك كان لهم ما ذكره من الفضل، فإنه لم يشترط
(صلى الله عليه وسلم) هنا فيهم أن يكونوا علماء ولا زهاداً ولا ذوي
مقامات، ومعنى [حفتهم الملائكة] أي حافتهم من قوله عز وجل
{حافين من حول العرش} أي محدقين محيطين به مطيفين بجوانبه، فكأن
الملائكة قريب منهم قرباً حفتهم حتى لم تدع فرجة تتسع لشيطان،

قوله [وغشيتهم الرحمة] لا يستعمل (غشي) إلا في شيء شمل المغشي من
جميع أجزائه، قال الشيخ شهاب الدين بن فرج: والمعنى في هذا فيما أرى أن
غشيان الرحمة يكون بحيث يستوعب كل ذنب تقدم إن شاء الله تعالى، قوله
[وذكرهم الله فيمن عنده] يقتضي أن يكون ذكر الله تعالى لهم في الأنبياء
وكرام الملائكة، والله أعلم.



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 11:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.