بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 4932 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=70929)

حور العين 09-05-2020 02:36 PM

درس اليوم 4932
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
اسم الله الكريم والأكرم (08)

آثارُ الإِيمَانِ بِهَذِينِ الاسْمَينِ:
6- ومِنْ كَرَمِهِ سبحانه أَنَّه يَكْتُبُ الحَسَنَاتِ لِمَنْ لَمْ يَبْلُغْ مِنَ الأَطْفَالِ ومَا
شَابَهَهَمُ، ولا يَكْتُبُ عَلَيهم السَّيِّئَاتِ، والدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ ابن عَبَّاسٍ، عَنِ
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لَقِىَ رَكْبًا بالرَّوْحَاءِ فَقَالَ: "مَنِ القَومُ؟" قَالُوا:
المُسْلِمُونَ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: "رَسُولُ اللهِ"، فَرَفَعَتْ إليهِ امْرَأةٌ صَبِيًّا
فَقَالَتْ: ألِهَذَا حَجٌ؟ قَالَ: "نَعَم، ولَكِ أَجْرٌ".

وقَدْ أَوْرَدَ ابنُ حِبَّانَ هذا الحَدِيثَ في صَحِيحِه بَعْدَ ذِكْرِه لِحَدِيثِ:

"رُفِعَ القَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ..." بِطَرِيقَتَيْنِ، فَقَالَ: "ذِكْرُ الخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى صِحَةِ مَا
تَأَوَّلْنا الخَبَرَينِ الأَوَّلَيْنِ، اللذَيْنِ ذَكَرَنْاهما، بِأَنَّ القَلَمَ رُفِعَ عَنِ الأَقْوَامِ الذينَ
ذَكَرَنْاهم في كَتَبَةِ الشَّرِّ عَليهم، دُونَ كَتَبَةِ الخَيْرِ لَهُم".

7- ومَنْ أَحَبَّ أنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللهَ سُبْحَانَه،
فَإنَّه سُبْحَانَه وتَعَالَى يَقَولُ:

﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].

وفي حَدِيثِ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قِيَلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟
قَالَ: "أَتْقَاهُم"، فَقَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: "فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللهِ ابنُ نَبِي
اللهِ ابْنِ خَلِيلِ اللهِ"، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: "فَعَنْ مَعَادِنِ
العَرَبِ تَسْأَلُونَ؟ خِيَارُهم في الجَاهِلِيّةِ خِيَارُهم في الإِسْلَامِ إذا فَقِهُوا".

فَأَعْظَمُ أَسْبَابِ الكَرَامِةِ عِنْدَ اللهِ هُوَ تَقْوَاهُ، ولذا كَانَ الرُّسُلُ أَكْرَمَ الخَلْقِ
لِطَاعَتِهم صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهم أَجْمَعِينَ.

هَذَهِ هِيَ الكَرَامَةُ الحَقِيقِيَّةُ التِي تَبْقَى في الآخِرَةِ لأصْحَابِها،
حَتَّى يَدْخُلُوا بها دَارَ الكَرَامَةِ.

وأَمَّا مَا يَتَمَتَّعُ بِهِ كَثِيرٌ مِنَ الفُجَّارِ والكُفَّارِ مِنَ التَّكْرِيمِ بَيْنَ أَقْوَامِهم وَعَشَائِرِهِم
وَأَهْلِيهم، واِرتِفَاع شَأْنِهم وذِكْرِهم بَيْنَ النَّاسِ، فَتْكَرِيمٌ زَائِلٌ بَاطِلٌ مُضْمَحِلٌّ،
مُنَّقَلِبٌ إلى ضِدِّه يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ المَهَانَةِ والعَذَابِ الشَّدِيدِ، قَالَ سُبَحَانَهُ عَنْهُمْ:

﴿ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ *
ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾
[الدخان: 47 - 49].

قَالَ الطَّبَرِيُّ رحمه الله: "فَإنْ قَالَ قَائِلٌ: وكَيْفَ قِيلَ وَهُوَ يُهَانُ بالعَذَابِ الذِي
ذَكَرَهُ اللهُ، ويُذَلُّ بالعَتْلِ إلى سَواءِ الجَحِيمِ: ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾؟
قَيِلَ: إنَّ قَوْلَه ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾ غَيْرُ وَصْفِ مَنْ يُقَالُ ذلك لَهُ بالعِزَّةِ
والكَرَمِ، ولَكِنَّهُ تَقْرِيعٌ مِنْه لَهُ بِمَا كَانَ يَصِفُ به نَفْسَه في الدُّنْيَا، وتَوْبِيخٌ له
بذلك عَلَى وَجْهِ الحِكَايَةِ؛ لأَنَّه كَانَ في الدُّنْيَا يَقُولُ: ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾،
فَقَيِلَ له في الآخِرَةِ إذ عُذِّبَ بِمَا عُذِّبَ بِهِ في النَّارِ، ذُقْ هذا الهوانَ اليَوْمَ، فإنَّكَ
كُنْتَ تَزْعُمُ إنَّك أَنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ، وإنَّكَ أَنْتَ الذَّلِيلُ المَهينُ، فَأَيْنَ الذِي كُنْتَ
تَقُولُ وتَدَّعِي مِنَ العِزِّ والكَرَمِ؟! هَلّا تَمْتَنِعُ مِنَ العَذَابِ بِعِزَّتِكِ؟!".


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 10:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.