بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   خطب الشيخ / نبيل الرفاعى (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   43 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / العشر من ذى الحجة (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=3129)

vip_vip 01-12-2011 12:14 PM

43 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / العشر من ذى الحجة
 
43 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / العشر من ذى الحجة
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/down...adnan&inline=1
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================








الحمد لله الذي حثَّ على الحجِّ إلى بيته الحرام ، أحمده سبحانه و أشكره على الدّوام ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك ، القدّوس السلام ،


و أشهد أنّ سيّدنا و نبيَّنا محمّدًا عبده و رسوله خير من صلّى و حجّ و صام،


صلّى الله عليه و على آله و صحبه ما صام صائمٌ و حجّ حاجّ و لله قام .


أمــا بعـــد :


فأتقوا الله أيها المسلمون ، فالتقوى خير زاد ليوم المعاد ، و بها يصلح الله أمورَ العباد ،


{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً }


[الطلاق: 4] .


أيها المسلمون : العبادة أعظم كرامة يُكرم الله بها العابدين، و يرفع بها المتقين ،


بالعبادة تستنير القلوب ، و تتهذَّب النفوس ، و تتقوّم الأخلاق ، و تصُلح العقول ،


و تزكو الأعمال ، و تُعمر الحياة بالصلاح و الإصلاح ، و تُرفَع الدرجات في الجنات ،


و تُكفَّر السيئات ، و تُضاعف الحسنات .


و إن من رحمة الله و حكمته و كمال علمه أن شرع العبادة لإصلاح النفس البشرية ،


فشرع العبادات المتنوِّعة ؛ الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و غير ذلك ؛


لتتكامل تربية الإنسان و تطهيره من جميع الوجوه ، قال الله تعالى :


{ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }


[المائدة: 6] .


و الحج ركن من أركان الإسلام ، جمع الله فيه العبادة القلبية بالإخلاص و غيره ،


و جمع الله فيه العبادة المالية و القولية و الفعلية ،


و الحج و زمنه تجتمع فيه شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدًا رسول الله ،


أعظم ركن في الإسلام ، و تجتمع فيه الصلاة و إنفاق المال ، و الصيام لمن لم يجد الهدي ،


و الأمر بالمعروف ، و النهي عن المنكر ، و الصبر و الحِلم ، و الشفقة و الرحمة ،


و التعليم للخير و البر ، و جهاد النفس و نحو ذلك ، و إجتناب المحرمات .


و الحج آية من آيات الله العظمى على أن ما جاء به محمد http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/down...adnan&inline=1هو الدين الحق ،


فلا تقدِر أيّ قوة في الأرض أن تجمع الحجاج كل عام من أطراف الأرض


و من جميع أجناس البشر و طبقات المجتمعات و أصناف الناس


بقلوب مملوءة بالشوق و المحبة ، يتلذذون بالمشقات في الأسفار ،


و يفرحون بمفارقة الأهل و الأصحاب و الأوطان ،


و يحسّون أن ساعات الحج أسعد ساعات العمر ،


و يعظمون مشاعر الحج بقلوبهم ،:


{وَأَذّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ


* لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ


فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَائِسَ ٱلْفَقِيرَ }


[الحج: 27، 28] .



ذكر المفسرون عن ابن عباس رضي الله عنهما


أن الله لما أمر خليله إبراهيم عليه الصلاة و السلام أن يؤذن في الناس بالحج


قال : يا رب ، كيف أبلّغ الناس و صوتي لا ينفذهم ؟ !


فقال : نادِ و علينا البلاغ ، فقام على مقامه ، و قيل: على الحِجْر ،


و قيل: على الصفا، و قيل: على أبي قبيس ،


و قال : يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتًا فحجوه ،


فيقال : إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض ،


و أسمع من في الأرحام و الأصلاب ، و أجابه كل شيء سمعه من حجر و مدر و شجر ،


و من كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة . لبيك اللهم لبيك .


أيها المسلمون ، أخلصوا النية لله تعالى في حجكم ،


و أقتدوا بسيد المرسلين http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/down...adnan&inline=1 في أعمال الحج ، فقد قال عليه الصلاة و السلام :


(( خذوا عني مناسككم ))،


ليكون حجكم مبرورًا ، و سعيكم مشكورًا ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه


قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :


(( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ))


رواه البخاري و مسلم ،


و عن أبي هريرة أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :


((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة))


رواه البخاري و مسلم،


و عن عائشة رضي الله عنها و عن أبيها قالت:


قلت : يا رسول الله ، نرى الجهاد أفضلَ العمل ، أفلا نجاهد ؟!


فقال:


(( لا ، و لكن أفضل الجهاد حج مبرور))


رواه البخاري .


و الحج المبرور هو الذي أخلص صاحبه النية فيه لله تعالى ،


و أدى مناسكه على هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أجتنب المعاصي و أذية المسلمين ،


و لم يجامع أهله في وقت لا يحل له ، و حفظ لسانه من اللغو و الباطل ،


و كانت نفقته حلالاً ، و أنفق في الخير بقدر ما يوفقه الله تعالى ،


فإذا جمع الحجُّ هذه الصفات كان مبرورًا مقبولاً عند الله عز وجل ، و الحج يهدم ما قبله .


و على الحاج أن يتعلم ما يصح به حجه ، و يسأل عن أحكام الحج العلماءَ ،


و ليحرص أشدَّ الحرص على الإتيان بأركان الحج ؛ لأنه لا يصح الحج إلا بها ،


و هي الإحرام و المراد به الدخول في النسك ،


و الوقوف بعرفة و هو أعظم أركان الحج ، لقوله صلى الله عليه و سلم :


(( الحج عرفة )) ،


و طواف الإفاضة ، و السعي على الأرجح ، و عليه أن يقوم بواجبات الحج ،


لا يترك منها شيئًا ، و واجبات الحج : الإحرام من الميقات المعتبر له ،


و الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس ، و المبيت بمزدلفة ، و الرمي ،


و الحلق أو التقصير ، و المبيت بمنى ، و الهدي لمن يلزمه الهدي ، و طواف الوداع .


و يستحب للحاج الاستكثار من أفعال الخير ، و كثرة التلبية حتى يشرع في رمي جمرة العقبة ،


و يكثر من تلاوة القرآن ، و يتضرع بالدعاء ، و لا سيما يوم عرفة ؛


يقول صلى الله عليه و سلم :


(( خير الدعاء دعاء عرفة ، و خير ما قلت أنا و النبيون قبلي يوم عرفة :


لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد ، و هو على كل شيء قدير )) ،


و يحفظ لسانه من الغيبة و الباطل ، فقد كان بعض السلف إذا أحرم كأنه حية صماء ،


لا يتكلم إلا بخير، و لا يخوض فيما لا يعنيه ،


و يبتعد عن المشاجرات و الخصومات و المجادلات و الضوضاء ،


و يواظب المسلم على التكبير المقيد ،


و يبدأ وقته بعد فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق ،


و للحاج يبدأ بعد ظهر يوم العيد إلى عصر آخر أيام التشريق ،


و صفته : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد .


و يستحب للحاج و غيره المسارعة إلى كل خير و عمل صالح و بر في عشر ذي الحجة ،


فعن أبن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :


(( ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله من هذه الأيام ))


يعني الأيام العشر ، قالوا : يا رسول الله ، و لا الجهاد في سبيل الله ؟!


قال :


(( و لا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه و ماله ،


فلم يرجع من ذلك بشيء ))


رواه البخاري .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:


{وَسَارِعُواْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوٰتُ وَٱلأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }


[آل عمران: 133] .


بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ،


نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ، و بهدي محمد http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/down...adnan&inline=1 ، و أقول قولي هذا ،


و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة ،


فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .


vip_vip 01-12-2011 12:15 PM



الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ،

أحمد ربي و أشكره على نعمه العظيمة ، و آلائه الجسيمة ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، القوي المتين ،


و أشهد أن نبينا و سيدنا محمدًا عبده و رسوله الصادق الأمين ،


اللهم صل و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد ، و على آله و صحبه أجمعين .


أمــا بعــد :


فأتقوا الله أيها المسلمون ، أتقوا الله و أطيعوه ، و عظموا شعائر الله و لا تعصوه .


أيها المسلمون ، إن عشر ذي الحجة أفضل الأيام عند الله ،


سماها الله تعالى في كتابه الأيام المعلومات ،


كما فسرها أبن عباس رضي الله تعالى عنهما بذلك ،


فالذكر لله فيها مستحب في المساجد و الطرق و المجامع و الأسواق و الخلوات .


و في هذه العشر يوم عرفة ، فلئن فاتك ـ أيها المسلم ـ الوقوف بعرفة ،


فقد شرع الله لك صيامه ، عن أبي قتادة رضي الله عنه قال :


سئل رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم عن صوم يوم عرفة ، قال :


(( يكفر السنة الماضية و الباقية ))


رواه مسلم ،


و عن أبن عمر رضي الله عنهما عن النبي http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/down...adnan&inline=1 أنه قال :


(( ما من أيام أعظم عند الله و لا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ،


فأكثروا فيهن من التسبيح و التكبير و التحميد ))


رواه أحمد ،


و كان أبن عمر و أبو هريرة رضي الله عنهم يخرجان إلى السوق


في هذه العشر و يكبران ، فيكبر الناس بتكبيرهما ،


رواه البخاري .


{ ٱلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَـٰتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي ٱلْحَجّ


وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُونِ يأُوْلِي ٱلأَلْبَـٰبِ }


البقرة: 197].

تمسكوا بآداب الإسلام المثلى و أخلاقه العليا ،و أجعلوا الحج توبة لما بعده من حياتكم ،


و صلاحًا و تقوى لما يُستقبل من أمركم ، و ندمًا على ما فات من أعماركم ،


و أحمدوا الله تعالى و أشكروه على نعمة الأمن و الإيمان ،


و على ما سخر من الأسباب و أدر من الأرزاق ، و على ما سهل من الطاعات و العبادات ،


و أشكروه على ما صرف من العقوبات و الآفات .

هذا و صلوا و سلموا على نبيكم محمد ( صلى الله عليه و سلم ) ، فقد قال :

(( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا )) ،

فصلوا و سلموا على الرحمة المهداة و النعمة المسداة

نبيكم محمد رسول الله ، فقد أمركم بذلك ربكم فى عُلاه

فقال في محكم تنزيله و هو الصادق في قيله :

( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً )

[ الأحزاب : 56 ] .

اللهم صلَّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا و نبينا محمد ،

و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجه أمهاتنا أمهات المؤمنين ،

و أرض اللهم على الخلفاء الأربعة الراشدين أبى بكر و عمر و عثمان و على

و العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين

و من سار على دربهم إلى يوم الدين

و عنا معهم بعطفك و جودك و كرمك يا أرحم الراحمين

اللهم أعز الإسلام و المسلمين و ............ ثم باقى الدعاء



اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت


All times are GMT +3. The time now is 07:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.