بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   صفية بنت حُييّ بن أخطب (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=1874)

vip_vip 09-02-2010 01:50 PM

صفية بنت حُييّ بن أخطب
 
صفية بنت حُييّ بن أخطب

أم المؤمنين

إنك لبنتُ نبيّ وإنّ عمّك لنبيّ ، وإنّك لتحت نبيّ "
" فبِمَ تفخرُ عليكِ000
حديث شريف

هي صفيـة بنت حُيَيِّ بن أخطب بن سعيد ، من ذرية نبي الله
هارون عليه السلام من سبط اللاوي بن يعقوب -نبي الله
إسرائيل- بن اسحاق بن إبراهيم عليه السـلام ، ولِدَت -رضي
اللـه عنها- بعد البعثة بثلاثة أعوام ، وكانت شريفـة عاقلة ،
ذات حسبٍ وجمالٍ ، ودين وتقوى ، وذات حِلْم ووقار

فتح خيبر
لمّا انتهت السنة السادسة للهجرة ، وأقبل هلال المحرم من أول
السنة السابعة تهيأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمعركة
حاسمة تقطع دابر المكر اليهودي من أرض الحجاز ، فخرج
-صلى الله عليه وسلم- مع ألف وأربعمائة مقاتل في النصف
الثاني من المحرّم الى خيبر ( معقل اليهود ) و سار يفتح
حصون خيبر ومعاقلها واحداً إثر واحد ، حتى أتى القموص
( حصن بني أبي الحُقين ) ففتحه ، وجيء بسبايا الحصن
ومنهنّ صفية ومعها ابنة عمّ لها ، جاء بهما بلال -رضي الله
عنه- ، فمرّ بهما على قتلى يهود الحصن ، فلما رأتهم المرأة
التي مع صفية صكّت وجْهها وصاحت ، وحثت التراب على
وجهها ، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :
( أغربوا هذه الشيطانة عني ) وصفية ثابتة الجأش رزينة ،
فأمر بصفية فجُعِلت خلفه ، وغطى عليها ثوبه ، فعرف الناس
أنه اصطفاها لنفسه ، وقال لبلال :( أنُزِعَت الرحمة من قلبك
حين تَمُرُّ بالمرأتين على قتلاهما ؟)

رؤيا البشارة
وقبل ذلك كانت صفيـة قد رأت أن الشمس نزلت حتى وقعت على
صدرها ، فذكرت ذلك لأمهـا فلطمت وجهها وقالـت :
( إنّك لتمدّين عُنُقك إلى أن تكوني عند مَلِك العرب ) فلم يزل
الأثر في وجهها حتى أُتيَ بها الى الرسول -صلى الله عليه وسلم-
فلمّا سألها عنه أخبرته ، فكبرت في نفسه حين سمع منها هذه
البشارة التي زفُها الله تعالى إليها في هذه الرؤيا الصالحة ،
وواسى آلامها وخفّف من مُصابَها ، وأعلمها بأن الله تعالى قد
حقق رؤياها
وقد قال لها الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( هلْ لك فيّ ؟)

يرغّبها بالزواج منه ، فأجابت :( يا رسول الله ، قد كنتُ أتمنى
ذلك في الشرك ، فكيف إذا أمكنني الله منه في الإسلام )فأعتقها
-صلى الله عليه وسلم- وتزوجها ، وكان عتقُها صداقُها

الزواج المبارك
ولما أعرس الرسول -صلى الله عليه وسلم- بصفية ، بخيبر
أو ببعض الطريق ، وكانت التي جمّلتها
لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومشّطتها وأصلحت من
أمرها ، أم سليم بنت مِلحان أم أنس بن مالك ، فبات بها
الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قبة له ، وبات أبو أيوب
خالد بن زيد متوشحاً سيفه يحرس
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويطيف بالقبة حتى أصبح
رسول الله ، فلما رأى مكانه قال :( مالك يا أبا أيوب ؟) قال :
( يا رسول اللـه ، خفت عليك من هذه المـرأة ، وكانت امرأة قد
قتلـت أباها وزوجها وقومها ، وكانت حديثة عهد بكفر ،
فخفتها عليك ) فزعموا أن رسـول الله -صلى الله عليه وسلم-
قال :( اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني )

قدوم المدينة
لمّا قدمت صفية -رضي الله عنها- من خيبر ، أنزلت في بيت
الحارث بن نعمان فسمع نساء الأنصار ، فجئن ينظرن الى
جمالها ، وجاءت السيدة عائشة متنقبة ، فلما خرجت ، خرج
النبي -صلى الله عليه وسلم- على أثرها فقال :
( كيف رأيت يا عائشة ؟) قالت :( رأيتُ يهودية ) فقال
-صلى الله عليه وسلم- :( لا تقولي ذلك فإنها أسلمت وحسُنَ
إسلامها )

بيت النبوة
وما أن حلّت صفية -رضي الله عنها- بين أمهات المؤمنين
شريكة لهن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، حتى أثارت
حفيظة بعضهن ، وقد لاحظت هي ذلك ، فقدمت لهنّ بعض
الحلي من الذهب كرمز لمودتها لهن ، كما قدمت أيضاُ لفاطمة
-رضي الله عنها-

ومن بعض المواقف التي حصلت بين الضرائر ، بلغ صفية أن
حفصة قالت لها :( بنت يهودي ) فبكت فدخل
النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي تبكي فقال :( ما شأنك ؟)
قالت :( قالت لي حفصة إني بنت يهودي ) فقال لها النبي :
(إنك لبنتُ نبيّ ، وإنّ عمّك لنبيّ ، وإنّك لتحت نبيّ ، فبِمَ تفخرُ
عليكِ ) ثم قال :( اتق الله يا حفصة )

وقد حج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنسائه ، فبرك بصفية
جملها ، فبكت وجاء الرسول - صلى الله عليه وسلم- لمّا
أخبروه ، فجعل يمسح دموعها بيده ، وهي تبكي وهو ينهاها ،
فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس ، فلمّا كان عند
الرواح ، قال لزينب :( أفقري أختك جملاً ) أي أعيريها إياه
للركوب ، وكانت أكثرهن ظهراً ، فقالت :( أنا أفقِرُ يهوديتك ؟!)
فغضب -صلى الله عليه وسلم- فلم يكلّمها حتى رجع الى المدينة
، ومحرّم وصفر فلم يأتها ، ولم يقسم لها ويئست منه ، حتى
جاء ربيع الأول ، وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في
حُسْنِ معاشرته لـ(صفية) يبدلها الغم سروراً ، والغربة أنساً


فضلها
كانت -رضي الله عنها- صادقة في قولها ، وقد شهد لها بذلك
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعندما اجتمع نساء
النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضـه الذي توفـي فيه ، قالت
صفيـة :( إني واللـه لوددت أن الذي بك بـي ) فغَمَـزْنَ أزواجه
ببصرهـن فقال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- :( مضمِضْنَ )
أي طهّرن أفواهكنّ من الغيبة ، قُلْنَ :( من أي شيء؟) فقال :
( من تغامزكنّ بها ، والله إنها لصادقة )

كما أن صفية -رضي الله عنها- كانت حليمة تعفو عند المقدرة ،

فقد ذهبت جارية لها الى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه
- وقالت :( إن صفية تُحبّ السبت وتصِل اليهود ) فبعث إليها
عمر فسألها عن ذلك ، فقالت :( أمّا السبت فإني لم أحِبّه منذ
أبدلني الله به الجمعة ، وأما اليهود فإن لي فيهم رحِماً فأنا
أصلها ) فلم يجب عمر، ثم قالت للجارية :( ما حملك على هذا
؟) قالت :( الشيطان ) فقالت :( اذهبي فأنت حرة )

كما اتصفت -رضي الله عنها- بعمق الفهم ودقة النظر ، فقد

اجتمع نفر في حُجرةِ صفية ، فذكروا الله وتلو القرآن وسجدوا ،
فنادتهم صفية -رضي الله عنها- :( هذا السجود وتلاوة القرآن ،
فأين البكاء ؟) فقد طالبتهم بالخشوع لله تعالى والخوف منه
وهذا ما تدل عليه الدموع

محنة عثمان
لقد شاركت صفية -رضي الله عنها- في محنة عثمان بن عفان
-رضي الله عنه- فقد قَدِمت على بغلةٍ مع كنانة مولاها لترد عن
عثمان ، فلقيهم الأشتر النخعي ، فضرب وجْه البغلة ، فلما رأت
فظاظته ووحشيته قالت :( رُدّوني لا يفضحني ) ثم وضعت
حسناً -رضي الله عنه- بين منزلها ومنزل عثمان ، فكانت تنقل
إليه الطعام والماء

وفاتها
توفيت -رضي الله عنها- حوالي سنة خمسين للهجرة ، والأمر
مستتب لمعاوية بن أبي سفيان ، ودفنت في البقيع مع أمهات
المؤمنين


All times are GMT +3. The time now is 07:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.