بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   الحسنات يُذهبن السيئات (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=55961)

حور العين 07-06-2018 08:30 AM

الحسنات يُذهبن السيئات
 
من: الأخت/ غرام الغرام

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

الحسنات يُذهبن السيئات .. من محاسن الإسلام

لقد منَّ الله علينا بنعمةِ مواسِم الطاعات التي تترادِفُ خيراتُها، وتغمُرُنا
فيها رحماتُ الربِّ – سبحانه – بالمغفِرة؛ فمن المُوفَّقين – جعلَنا الله
وإياكم منهم – من رجعَ كيوم ولدَتْه أمُّه، ومنهم من غفرَ الله له
ذنوبَ سنتين.
تلك المرتبَةُ السنِيَّةُ التي بلغَها المُوفَّقُون، والصفحةُ البيضاءُ النقِيَّةُ
التي نالَ شرفَها المُشمِّرون، تلفِتُ نظرَ العاقِلَ، وتجعلُه يسعَى للمُحافظةِ
على هذا السُّمُوِّ، والبقاءِ ثابتًا في هذا العلُوِّ، الذي ينالُ به جلالَ المغفِرة ونقاءَ الرحمة.
سلوكُ الأتقِياء في كل وقتٍ وحينٍ: مُدافعةُ السيئات بالحسنات،
قال الله تعالى:
{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ }
[هود: 114].
التنقِيةُ المُستمرَّة من لَوثات الحياة، والتطهيرُ الدائِمُ لصحيفة العمل
لا ينقطِعان بانتِهاء المواسِم، ولا يقتصِرُ أمرُهما على مكانٍ مُحدَّد،
أو زمانٍ معلُوم؛ ذلك أن شُؤم الذنوب يُورِثُ الحرمان، ويُعقِّبُ الخِذلان.
وإن قيدَ الذنوبِ يمنعُ من المشيِ إلى طاعةِ الله والمُسارَعةِ إلى خِدمته.
ولهذا يتلمَّسُ المُسلمُ الأعمالَ التي تُكفِّرُ الذنوبَ، وترفعُ الدرجات
على مدارِ العام؛ تزكِيةً لنفسٍ تنشُدُ النقاءَ والارتِقاء.
ومن أجلِّ أسبابِ المغفِرة:
توحيدُ الله وإفرادُه بالعبادة؛ فمن حقَّق كلمةَ التوحيدِ في قلبِه، أخرجَت منه
كلَّ ما سِوى الله محبَّةً، وتعظيمًا، وإجلالاً، ومهابةً، وحينئذٍ تحرِقُ ذنوبَه
كلَّها ولو كانت مثلَ زَبَد البحر، وربما قلَبَتها حسنات.
وتُكفَّرُ الذنوبُ:
بالتزوُّد بالتقوَى خيرِ زادٍ، قال الله تعالى:
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا }
[الطلاق: 5].
وكلُّ فضائلِ الأعمال مُكفِّراتٌ للذنوبِ، وميدانٌ فَسيحٌ لتطهيرِ النفسِ من
أدرانِ المعاصِي، وجلاءِ القلوبِ من لَوثات الغَفلة،
ومن ذلك:
إحسانُ الوضوء والطهارة، وتعظيمُ أداء الصلاة على وقتِها مع الجماعة؛
قال – صلى الله عليه وسلم -:
( ألا أدُلُّكم على ما يمحُو الله به الخطايا، ويرفعُ به الدرجات؟ ).
قالوا: بلى يا رسول الله، قال:
( إسباغُ الوضوء على المكارِه، وكثرُ الخُطا إلى المساجِد، وانتِظار
ُ الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرِّباط ).
وقال – صلى الله عليه وسلم -:
( من تطهَّر في بيتِه، ثم مشَى إلى بيتٍ من بُيوتِ الله ليقضِيَ فريضةً
من فرائِضِ الله، كانت خُطوتاه إحداهما تحُطُّ خطيئة، والأخرى
ترفعُ درجة ).
وقال – عليه الصلاة والسلام -:
( تحترِقُون تحترِقُون، فإذا صلَّيتُم الفجرَ غسَلَتْها، ثم تحترِقُون تحترِقُون،
فإذا صلَّيتُم الظهرَ غسَلَتْها، ثم تحترِقُون تحترِقُون، فإذا صلَّيتُم العصرَ
غسَلَتْها، ثم تحترِقُون تحترِقُون، فإذا صلَّيتُم المغرِبَ غسَلَتْها، ثم
تحترِقُون تحترِقُون، فإذا صلَّيتُم العشاءَ غسَلَتْها، ثم تنامُون فلا يُكتَبُ
عليكم حتى تستيقِظُوا ).
وتُكفَّرُ السيئاتُ، وتُرفعُ الدرجاتُ بالبَذلِ والإنفاقِ والصدقةِ؛
قال الله تعالى:
{ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ
خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ }
[البقرة: 271].
وقال – صلى الله عليه وسلم -:
( والصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يُطفِئُ الماءُ النارَ ).
القيامُ بالأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر من مُكفِّرات الذنوبِ ورِفعة
الدرجات؛ قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -:
( فِتنةُ الرَّجُلِ في أهلِه ومالِه وجارِه تُكفِّرُها الصلاةُ، والصدقةُ،
والأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المُنكَر ).
الصِّدقُ مع الله ومع النفسِ، والعيشُ بصِدقٍ في الحياة من مُكفِّرات
الذنوبِ؛ قال الله تعالى:
{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ
مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ
أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ }
[الزمر: 33- 35].
كما أن الإيمانَ الذي يثبُتُ في محلِّ الابتِلاء يُكفّرُ الذنوبَ،
ويرفعُ الدرجات؛ قال – صلى الله عليه وسلم -:
( ما يُصيبُ المُؤمنَ من وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ،
حتى الهمِّ يُهَمُّه، إلا كُفِّر به من سيئاتِه ).
تنمِيةُ الحياة بعِمارة الأرض وإصلاحِها تُكفَّرُ بها الذنوبُ، وبَذلُ الخير
بالإحسانِ إلى الناسِ يرفعُ الدرجات؛ قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -:
( بينَما رجُلٌ يمشِي بطريقٍ وجدَ غُصنَ شوكٍ فأخذَه، فشكَرَ الله له فغفَرَ له).
وفي غَمرة الفَرحَة ببُلوغ هذه المواسِم، والاغتِرافِ من مَعينِ فضلِها
وثوابِها، يبتهِلُ العبدُ إلى ربِّه أن يُلهِمَه الهُدى والثبات، فيقولُ كما كان
يقولُ الرسولُ – صلى الله عليه وسلم -:
( اللهمَّ إني أسألُك الثباتَ في الأمرِ، والعزيمةَ على الرُّشدِ )،
ويقولُ:
( يا مُقلِّبَ القلوبِ! ثبِّت قلبِي على دينِك ).
وذِكرُ الله يُغدِقُ فيضًا غامِرًا من النَّفحات؛ فبكلماتٍ يسيرةٍ في لحظاتٍ
وجيزَةٍ، وبنيَّةٍ صادِقةٍ تُمحَى الذنوبُ، وينالُ المُسلمُ أعلى الدرجات؛
قال – صلى الله عليه وسلم -:
( من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو
على كل شيءٍ قدير في يومٍ مائةَ مرَّة، كانت له عَدلَ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبَت
له مائةُ حسنة، ومُحِيَت عنه مائةُ سيِّئة، وكانت له حِرزًا من الشيطان
يومَه ذلك حتى يُمسِي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مما جاءَ به، إلا أحدٌ عمِلَ
أكثرَ من ذلك ).
وقال – صلى الله عليه وسلم -:
( من قال حين يسمعُ المُؤذِّنُ: وأنا أشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ
له، وأن مُحمدًا عبدُه ورسولُه، رضِيتُ بالله ربًّا، وبمُحمَّدٍ رسولاً،
وبالإسلام دينًا، غُفِرَ له ذنبُه ).
وقال – صلى الله عليه وسلم -:
( من قال: سُبحان الله وبحمدِه في يومٍ مائةَ مرَّة، حُطَّت خطاياه وإن
كانت مثلَ زَبَد البحر ).
وقال – صلى الله عليه وسلم -:
( من سبَّح اللهَ في دُبُر كل صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، وحمِدَ اللهَ ثلاثًا وثلاثين،
وكبَّرَ اللهَ ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعةٌ وتِسعُون، وقال تمامَ المائة:
لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كل
شيءٍ قدير، غُفِرَت خطاياه وإن كانت مثلَ زَبَد البحر ).
هذا غيضٌ من فَيضِ نفَحَات الكريم المنَّان، والسَّعيدُ من ابتهَلَ المكرُمات،
وسعَى في تكفيرِ ذنوبِه، ورفع درجاتِه؛ ليلقَى ربَّه بصحيفةِ أعمالٍ طاهِرةٍ نقِيَّة؛
فإن الله – عز وجل – يبسُطُ يدَه بالليل ليتُوبَ مُسيءُ النهار،
ويبسُطُ يدَه بالنهار ليتُوبَ مُسيءُ الليل، حتى تطلُعَ الشمسُ من مغرِبِها.

فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي

المصدر :
https://www.assakina.com/alislam/92645.html





All times are GMT +3. The time now is 02:22 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.