بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 6094 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=90359)

حور العين 03-06-2024 06:03 AM

درس اليوم 6094
 

من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم

وصايا في شهر رمضان(01)



من أعظم ما ندب الله جل وعلا إليه عباده المؤمنين التواصي بالحق,

والنصح للخلق, وإني مع مقدم هذا الشهر العظيم، أوصي نفسي وإخواني

بهذه الوصايا المستفادة من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه المصطفى، لعل الله

جل وعلا أن ينفعني بها وإخواني في هذا الشهر العظيم، فيكتُب الأجر للكاتب

والقارئ، وهذه الوصايا هي على النحو التالي:



1- من أعظم ما يعين على تحقيق العبادة على أكمل وجه مطلوب: الاستعانة

بالله تبارك وتعالى, وعلم العبد علمًا يقينيًّا أن تحقيق العبادة والراحة

والطمأنينة في أدائها إنما يتحقق باللجوء إلى الله تبارك وتعالى،

والاستعانة به في تحقيق العبادة.



وفي الاستعانة بالله وحده في تحقيق العبادة فائدتان:

إحداهما: أن العبد عاجز عن الاستقلال بنفسه في عمل الطاعات.



والثانية: أنَّه لا معين له عَلَى مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل، فمن أعانه الله فهو المعان، ومن خذله الله فهو المخذول؛ قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

أسعد الخلق أهل العبادة والاستعانة والهداية إلى المطلوب، وأشقاهم من

عدم الأمور الثلاثة

؛ إعلام الموقعين عن رب العالمين (2/ 123(



2- إخلاص الدين لله جل وعلا في تحقيق العبادة, وهذا يتطلب من المسلم

المقبل على ربه في هذا الشهر العظيم أن يجعل أعماله الصالحة خالصة لله

تبارك وتعالى, فإن العبد إذا خلصت نيته لله تعالى وكان قصده وهمه وعمله

لوجهه سبحانه، كان الله معه، فإنه سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم

محسنون، ورأس التقوى والإحسان خلوص النية لله جل وعلا؛ قال الإمام

ابن القيم رحمه الله: (إذا أشرب القلب العبودية والإخلاصَ، صار عند الله من

المقربين، وشمله استثناء: ﴿ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحجر: 40]؛

إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 6(



3- احرص أخي المسلم أن يكون عملك الصالح موافقًا لما جاء به النبي

عليه الصلاة والسلام, قال بعض السلف: ما من فعلة وإن صغرت إلا ينشر

لها ديوانان: لم؟ وكيف؟ أي لم فعلت؟ وكيف فعلت؟ فالأول: سؤال عن علة

الفعل وباعثه وداعيه؛ هل هو حظ عاجل من حظوظ العامل، وغرض من

أغراض الدنيا في محبة المدح من الناس أو خوف ذمهم، أو استجلاب

محبوب عاجل، أو دفع مكروه عاجل؟ أم الباعث على الفعل القيام بحق

العبودية، وطلب التودد والتقرب إلى الرب سبحانه وتعالى،

وابتغاء الوسيلة إليه؟



ومحل هذا السؤال: أنه: هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك،

أم فعلته لحظك وهواك؟

والثاني: سؤال عن متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك التعبد؛ أي:

هل كان ذلك العمل مما شرعته لك على لسان رسولي، أم كان عملًا لم

أشرعه ولم أرضه؟



فالأول سؤال عن الإخلاص،

والثاني عن المتابعة، فإن الله سبحانه لا يقبل عملًا إلا بهما.



فطريق التخلص من السؤال الأول: بتجريد الإخلاص، وطريق التخلص من

السؤال الثاني: بتحقيق المتابعة، وسلامة القلب من إرادة تعارض الإخلاص،

وهوى يعارض الاتباع، فهذه حقيقة سلامة القلب الذي ضمنت له النجاة

والسعادة؛ إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 8).

4- الاقتصاد في كل الأمور حسن حتى في العبادة، ولهذا نهى عن التشديد في

العبادة عَلَى النفس، وأمر بالاقتصاد فيها، وقال صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ

هَدْيًا قَاصِدًا، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا»؛ مجموع رسائل ابن رجب (1/ 351).


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


All times are GMT +3. The time now is 01:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.