بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 5903 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=87513)

حور العين 08-29-2023 09:42 AM

درس اليوم 5903
 
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

التدابير الإلهية لحفظ أموال اليتامى من الضياع



قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ

وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 2].



تأمل رعاية الله تعالى لحقوق اليتامى، وهم الذين مات أبوهم وعَهِدَ بهم إلى

واحدٍ من النَّاسِ يقومُ على حفظِ أموالهم ورعاية شؤونهم، وليس عليه

رقيب ولا حسيب إلا الله!



وقد أمر الله تعالى أولياءَ اليتامى بأمورٍ ثلاثةٍ استقصى فيها أسبابَ

الحفظِ، كلها تدابير لحفظ أموال اليتامى من الضياع.



الأول: حفظ أموال اليتامي عليهم، حتى لا تأكله الصدقة، ولا يفني بالنفقة،

فالمراد بقوله تَعَالَى: ﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ ﴾، يعني: التي تركها لهم أبوهم،

ولا يكون ذلك إلا بتثميرها وتنميتها؛ كما قَالَ تَعَالَى:

﴿ وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ ﴾، [النِّسَاءِ: 5]، ولم يقل: (وَارْزُقُوهُمْ منهَا).



والثاني: تركُ استبدالِ الدُونِ بالأعلى، والْخَبِيثِ بِالطَّيِّبِ مِنْ أموالِهِم، فإن ولي

اليتيم قد تزين له نفسه أنه أولى بذلك الطيب من اليتيم، لما يبذله من جهدِ

في رعايته، والقيام على شؤونه، أو يتوهم أن اليتيم قد يتلف هذا المال

وهو أولى به من غيره؛ فَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ﴾.



والثالث: أن يظن ولي اليتيم أنه لا فرق بينه وبين اليتيم لما بينهما من

وشائج القربى، فيضم ماله إلى ماله بدعوى أنه أقدر منه على تصريف

شؤونه وإدارة المال حتى بعد بلوغه الرشد، فَقَالَ تَعَالَى:

﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ﴾.

أي: لَا تَأْكُلُوهَا بِأَنْ تَضُمُّوهَا إِلَى أَمْوَالِكُمْ.



ثم تأمل كيف ذيل الله الآية بقوله: ﴿ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ﴾،

أي: مهما التمستم لأنفسكم من المعاذير فهو ذنبٌ عظيم.



ثم تأمل العلة التي من أجلها سماه الله تعالى (حُوبًا) ولم يسمه إثمًا أو ذنبًا!



والعلة هي أن الحوبَ هو ما زجر الله تعالى عنه، فذكر هذا الاسم يتضمن

الوعيد على أكل مال اليتامى، ويتضمن وعيدًا زائدًا على مخالفة

هذا الذي زجر الله تعالى عنه.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين



All times are GMT +3. The time now is 02:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.