بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 4024 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=52017)

حور العين 01-05-2018 04:42 PM

درس اليوم 4024
 
[center]من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم


الغنيّ الله



هو الْغَنِيّ بذاته سبحانه فله الغنى المطلق من كل الوجوه لكماله وكمال

صفاته التي لا يتطرق إليها نقص، فلا يفتقر إلى شيء ولا يبلغ العبادُ ضرّه

فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه. فهو المستغني عَن الْخلق القائم بذاته

وبقدرته وَعز سُلْطَانه، والخلق فُقَرَاء إِلَى تطوله وإحسانه كَمَا قَالَ تَعَالَى:



{وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ

وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم}

[محمد:38].



فلا يحتاج سبحانه لأحد لا في في ذاته ولا صفاته ولا أفعاله، لأنه تعالى

قديم، ووجوده من ذاته بمعنى أنه ليس أحد ولا شيء علة في وجوده،

وهو تعالى متصف بجميع صفات الكمال، وكل موجود مستمد وجوده منه

تعالى ومن كان كذلك يستحيل أن يحتاج إلى غيره. لأنه لو احتاج إلى

غيره لكان ناقصًا ولكان حادثًا ولكان غيره مؤثرًا فيه، وكل ذلك مستحيل

في حقه تعالى فما أدى إليه وهو احتياجه إلى غيره يكون مستحيلاً، وثبت

قيامه تعالى بنفسه. واستغناؤه عن غيره. وكل شيء رزقه عليه لا رازق

له سواه ولا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله.



وكلنا معشر المخلوقات مفتقرون إليه لا غنى لنا عنه طرفة عين، فكما أن

جميع المخلوقات مفتقرة إليه تعالى في وجودها فلا وجود لها إلا به؛ فهي

مفتقرة إليه في قيامها فلا قوام لها إلا به فلا حركة ولا سكون إلا بإذنه،

فللخالق مطلق الغنى وكماله، وللمخلوق مطلق الفقر إلى الله وكماله،

فهو الغني الذي بيده خزائن السماوات والأرض، وخزائن الدنيا والآخرة.

المُغني لجميع خلقه غني عامًا، والمغني لخواص خلقه مما أفاض

على قلوبهم من المعارف الربانية والحقائق الإيمانية.



ومن كمال غناه وكرمه أنه يأمر عباده بدعائه، ويعدهم بإجابة دعواتهم،

وإسعافهم بجميع مراداتهم، ويؤتيهم من فضله ما سألوه، وما لم يسألوه،

ومن كمال غناه أنه لو اجتمع أول الخلق وآخرهم في صعيد واحد فسألوه،

فأعطى كلا منهم ما سأله وما بلغت أمانيه ما نقص من ملكه مثقال ذرة،



ومن كمال غناه، وسعة عطاياه ما يبسطه على أهل دار كرامته من النعيم،

واللذات المتتابعات، والخيرات المتواصلات، مما لا عين رأت

ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فأين المشمر لعطايا الغني الكريم،

وأين الموقن بمن بيده خزائن السموات والأرض وما بينهما؟! ليتوكل عليه

وليعلم أن لا عزة إلا به، ولا نصرة إلا به، ولا وكيل إلا هو، ولا رازق

ولا باسط ولا مُنجي ولا واجد إلا هو سبحانه وتعالى، فلتهدأ السرائر

ولتسكن النفوس ولتركن إلى الغني المغني.





أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

[/center]


All times are GMT +3. The time now is 02:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.