بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 4730 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=66724)

حور العين 01-04-2020 10:19 AM

درس اليوم 4730
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
معنى اسم الله السيد

الدَّلالاتُ اللُّغويةُ لاسمِ السيدِ
السَّيِّدُ في اللُّغة صِفَةٌ مُشبَّهة للموصوفِ بالسِّيادَةِ، أصْلُه مِنْ سادَ يَسُودُ فهو
سَيْوِد فَقُلِبَتِ الواو ياءً لأجْل الياءِ السَّاكنةِ قَبْلَها ثم أُدْغِمَتْ.

وقد سَادَهُمْ سُودًا وسِيادةً؛ يعني: استَادَهم.
والسَّيِّد يُطلقُ على الرَّبِّ والمالكِ والشَّريفِ والفاضِل والكريمِ والحليمِ،
ومُتَحمِّلِ أذَى قومِهِ، والزَّوجِ والرئيسِ والمقَدَّمِ.

والسَّيِّدُ على الإطلاقِ هو اللهُ؛ لأنهُ مالكُ الخلْقِ أَجمعين،
ولا مالكَ لهم سِوَاهُ

والسَّيِّدُ سُبحانَهُ وهو الذي حَقَّتْ له السِّيادةُ المطلقَةُ، فالخلْقُ كلُّهم عبيدُه وهو
ربُّهم، وهو الذي يَمْلِكُ نواصِيَهم ويتولَّاهُمْ، وهو المالِكُ الكريمُ الحليمُ الذي
يملِكُ نواصِيهم ويتولَّى أمرَهُم ويَسُوسُهم إلى صلاحِهم

قال ابنُ القيمِ:
«وأما وَصْفُ الرَّبِّ تعالى بأنه السَّيِّدُ فذلك وَصْفٌ لربِّهِ على الإطلاقِ فإِنَّ سَيِّدَ
الخلْقِ هو مَالِكُ أمرِهِمُ؛ الذي إليه يرجعون، وبأمرِه يعملون، وعن قولِه
يَصْدُرونَ، فإذا كانتِ الملائكةُ والإنسُ والجِنُّ إليه؛ خَلْقًا له سبحانه وتعالى،
ومِلْكًا له، ليس لهم غِنًى عنه طرفةَ عينٍ، وكلُّ رغباتِهم إليه، وكلُّ حوائجِهم
إليه، كان هو سبحانه وتعالى السَّيِّدَ على الحقيقةِ».

وقال الآلوسيُّ في رُوحِ المعاني: «وإِطلاقُ الصَّمَدِ بمعنى السَّيدِ عليه تعالى
ممَّا لا خَوْفَ فيه، وإِنْ كان في إطلاقِ السَّيدِ نفسِه خلافٌ، والصحيحُ
إطلاقهُ عليه عز وجل كما في الحدِيثِ».

وقال ابنُ القيم: «السَّيدُ إذا أُطلِقَ عليه تعالى فهو بمعنى المالكِ
والمولى والرَّبِّ لا بالمعنى الذي يُطلقُ على المخلوقِ».

ورُودُه في الحديثِ الشَّريفِ:
جاءَ في حديثِ مُطَرِّفِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ قال: قال أبي: انطلقتُ في وفدِ
بني عامرٍ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أنتَ سيِّدُنا، فقال
«السَّيِّدُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» قلنا: وأَفْضَلُنا فضلًا، وأَعْظمُنا طَوْلًا، فقال:
«قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ، وَلَا يَسْتَجْرِينَّكُمُ الشَّيْطَانُ».

المعنى في حَقِّ اللهِ تعالى:
قال الخطابيُّ: «قولُه «السَّيِّدُ اللهُ» ويُريدُ: أنَّ السُّؤْدُدَ حقيقةً للهِ عز وجل،
وَأَنَّ الخلْقَ كلَّهم عبيدٌ له».

وقال الحليميُّ: «ومنها (السَّيدُ)؛ وهو اسمٌ لم يأتِ به الكِتابُ، ولكنَّه مأْثورٌ
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإنه رُوي عنه أَنَّهُ قال لوفدِ بني عامرٍ:
«لَا تَقُولُوا السَّيَّدَ؛ فإِنَّ السَّيدَ اللهُ».

ومعناه: الُمحتاجُ إليه بالإِطلاقِ.
فإِنَّ سَيَّدَ النَّاسِ إنما هو رأسُهم الذي إليه يَرجِعون، وبأَمْرِهِ يعملون،
وعن رأيه يَصْدُرون، ومِنْ قولهِ يَسْتَهدون.

فإذا كانتِ الملائِكَةُ والإنسُ والجِنُّ خَلْقًا للباري جل ثَناؤهُ، ولم يكُنْ بهم غُنْيَةٌ
عنه في بدءِ أمرِهِمْ وهو الوجودُ، إذْ لو لم يُوجِدْهُمْ لم يُوجَدوا، ولا في الإِبقاء
بعد الإيجادِ، ولا في العَوَارضِ العارِضَةِ أثناءَ البقاءِ.

كان حقًّا له جلَّ ثناؤه أَنْ يكونَ سَيِّدًا، وكان حقًّا عليهم
أن يَدْعوه بهذا الاسمِ».

وقال الأزهريُّ: «وأما صِفَةُ اللهِ جلَّ ذِكْرُه بالسَّيِّد فمعناه:
أَنَّه مالِكُ الخَلْقِ، والخَلْقُ كلُّهم عبيدُه».

وقال ابنُ الأثيرِ في قولهِ «السَّيِّدُ اللهُ»:
«أي: هو الذي تَحِقُّ له السّيادةُ».

وقال الأصبهانيُّ: «ومِنْ أسمائِه تعالى: (السَّيِّدُ)؛ وهذا اسمٌ لم يأتِ به الكتِابُ،
وإنما وَرَدَ في الخبرِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم»، ثم ذَكَرَ الخبرَ،
وذَكَرَ نحوًا من كلامِ الغزالي المتقدِّمِ[12].

وقال ابن القيم:
وهو الإلهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الَّذِي
صَمَدَتْ إِلَيْهِ الخَلْقُ بالإذْعَانِ
الكَاملُ الأوصَافِ من كلِّ الوُجُو
هِ كَمَالُهُ مَا فِيهِ مِنْ نُقْصَانِ

وقال: «السَّيدُ إذا أُطلِقَ عليه تعالى فهو بمعنى: الَمالِك والمَوْلى والربِّ،
لا بالمعنى الذي يُطلقُ على المخلوقِ، واللهُ سبحانه وتعالى أَعْلَمُ».



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 02:00 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.