بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   خلق الرفق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (01) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=51795)

حور العين 12-27-2017 05:12 PM

خلق الرفق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (01)
 
من:الأخ / محمد الخواص



http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

خلق الرفق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (01)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد فإن النبي
أتى إلى البشرية بتطهير النفس من الأخلاق الرديئة، وحثها على الأخلاق
الحسنة. ومن أعظم الأخلاق الفاضلة التي أوصى بها النبي خلق الرفق،
ذلك الخلق الرفيع الذي يضع الأمور في نصابها، ويصحح الأخطاء، ويقوِّم
السلوك، ويهدي إلى الفضائل بألطف عبارة وأحسن إشارة
وطريقة مؤثرة.

لقد أكثر النبي في الرفق فقال:

( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله )

وفي صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي قال:

( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه ).

وهذا يدل على أهمية هذا الخلق، وحاجة الخلق إليه في سائر شئونهم.

إن الرفق يعني لين الجانب بالقول والفعل، واللطف في اختيار الأسلوب
وانتقاء الكلمات، وطريقة التعامل مع الآخرين، وترك التعنيف والشدة
والغلظة في ذلك، والأخذ بالأسهل. والرفق عام يدخل في كل شيء.. تعامل
الإنسان مع نفسه، ومع أهله، ومع أقاربه، وأصحابه، ومع من يشاركه
في مصلحة أو جوار، وحتى مع أعدائه وخصومه، فهو شامل لكل الأحوال
والشئون المناسبة له.

كما أن الرفق له أثر حسن في التأليف بين القلوب والإصلاح
بين المتخاصمين، وهداية الكفار واستياقهم إلى الإسلام والبركة
في الرزق والأجل

وقد ثبت ذلك عنه في مجالات كثيرة، منها:

1- الرفق مع الأهل: قالت عائشة رضي الله عنها:

( ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا إلا أن يجاهد
في سبيل الله، وما نيل شيء منه قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء
من محارم الله تعالى، فينتقم لله تعالى )


وكانت زوجه عائشة إذا هويت شيئًا أتبعها إياه ما لم يكن إثمًا،
وقد أذن لها بالنظر إلى أهل الحبشة وهم يلعبون
وأذن لها بالفرح واللعب يوم العيد.

2- الرفق مع الخادم: فعن أنس بن مالك قال:

( خدمت رسول الله عشر سنين، والله ما قال لي أف قط،
ولا قال لي لشيء: لمَ فعلت كذا، وهلاَّ فعلت كذا )


3- الرفق مع الأطفال: فعن عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُا- قالت:

( كان رسول الله يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم، ويحنكهم ويدعو لهم )
وعن أنس قال:

( كان رسول الله يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم،
ويمسح على رءوسهم )


وكان دائمًا يقبِّل الحسن والحسين ويلاعبهما. وحمل أمامة
بنت زينب في الصلاة؛ رفقًا بها.

4- الرفق مع السائل: قال أنس:

( كنت أمشي مع رسول الله وعليه برد نجراني غليظ الحاشية،
فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي
وقد أثَّرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد، مر لي
من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء )


5- الرفق في تعليم الجاهل: عن معاوية بن الحكم السلمي يقول:

( بينما أنا أصلي مع رسول الله ، إذ عطس رجل من القوم، فقلت:
يرحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، ما شأنكم
تنظرون إليَّ. فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم
يصمِّتونني، لكني سكتُّ، فلما صلى النبي ، فبأبي هو وأمي، ما رأيت
معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فو الله ما قهرني ولا ضربني،
ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس،
إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن )






All times are GMT +3. The time now is 07:44 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.