بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 6042 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=89623)

حور العين 01-14-2024 10:02 AM

درس اليوم 6042
 

من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم
مرجع الفرح واللذة الناتجين من العمل التطوعي



ليس مرجعُ البهجة التي تلامس شَغافَ قلوب مَن هُدِيَ إلى العمل في سُبُل

نفعِ الخَلْق - ما يشهدونه مِن ثمرةِ عملِهم في تفريج الكرب، ودفع الضرر،

وقضاء الحوائج، وإجابة حلم، واستجابةٍ لأَمَلٍ، وإدخال السرور؛ إنما مرجع

ذلك لأَمْر أجَلَّ وأعظم مِن كلِّ حَول البشر وقوَّتِهم؛ فمَن يسلك دروب نفعِ

الخَلق فإنه في حقيقةِ أَمْره سالكٌ لدربٍ أعزَّ وأشرف وأرقى؛ دربٍ غيرِ الذي

يظنُّه ويظهر له ولغيره أو يعاينونه.



إنَّ السالك في دروب نفع الخَلْق لهو في حقيقة أَمْرِه ساعٍ في أعزِّ دربٍ

وأشرفه: درب محبَّة الله خالقِ الخَلْق أجمعين؛ ألم يحدِّثنا مَن لا ينطق عن

الهوى أنَّ أحبَّ الخَلْق لله عز وجل وتقدَّس في علاه - أنفعُهم لعياله؛ أي: كلِّ

خَلْقِه الذين يعولهم؟ فمَن سعى في نفع خَلْق الله وهم عيال الله، فإنَّ الله يذيق

رُوحه وقلبه وكيانه مِن فَرَح وأنس محبَّتِه بمقدار خلوص نيَّتِه، ومقدار نفع

عمله وأَثَرِه وبركته ودوامه؛ لذا كان ما ذاقه الرسل والأنبياء من محبَّة الله

أعلى وأعظم وألذَّ ممن هم دونهم منزلةً من البشر.



فالرسل والأنبياء بصبرهم وجَلَدهم وتضحيتهم - بلا شكٍّ أو أدنى ريب - هم

الأنفع لعيال الله؛ وهذا النفع العظيم للخَلْق هو المهر الذي قدَّموه؛ فأذاقهم به

الله مِن لذَّة حبِّه والأنس بقُربِه ما زهَّدهم في الدنيا وعاجلِ متاعها؛ فقالوا: لا

عيش إلا عيشُ الآخرة؛ وما الآخرة إلا لذَّة القرب مِن أعظم محبوبٍ قربًا لا

يحول ولا يُمنع ولا يزول.



إنَّ الآخرة لهي الحيوان، والحياة الحقيقية، وثمرة الحب الأعظم؛ بل الرفيق

الأعلى؛ بل الرفيق الأعلى؛ غدًا نلقى الأحبَّة محمدًا وصحبه!


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


All times are GMT +3. The time now is 09:46 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.