بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 5964 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=88462)

حور العين 10-29-2023 10:08 AM

درس اليوم 5964
 
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

قلبه معلق بالمساجد



شاهدت مقطعًا لا يتعدى الخمسين ثانية لكنه مزَّق قلبي إرْبًا إرْبًا، كان المقطع

عن شاب يئنُّ ويبكي عاجزًا لا يستطيع تلبية المؤذن للصلاة والمساجد

مغلقة، فقد اتخذت معظم الحكومات في أنحاء العالم قرار غلق كل الأماكن

التي يجتمع فيها الناس لمنع انتشار فيروس كورونا الذي يزداد انتشارًا

في جميع الكرة الأرضية، سلمنا الله وإياكم منه، نسأل الله تعالى أن يعافي

كل مريض أُصيب به.



دمعت عيني ولم أستطع إنهاء المقطع، هذا الشاب الذي عُلِّق قلبه بالمساجد،

كان قادرًا أن يحرك قلبًا قسا وجفا، وأخذته الدنيا بحذافيرها، وتذكرت قول

الحبيب صلي الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "سبعة يُظلهم الله في ظله

يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلَّق

بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه".



صرت أبحث عن معنى "قلبه معلق"، ما هذا التعلق؟ وكيف يتعلق

الإنسان بالمساجد من لحظة خروجه إلى عودته؟

فوجدت قولًا شافيًا كافيًا من الإمام النووي رحمه الله في

"شرح صحيح مسلم": "ومعناه شديد الحب لها والملازمة للجماعة فيها".



"وفي مصنف ابن أبي شيبة أن سلمان كتب إلى أبي الدرداء: إن في ظل العرش رجلًا قلبه معلق في المساجد من حبها"، وقال المناوي في شرح إذا خرج منه حتى يعود إليه: "كنَّى به عن التردد إليه في جميع أوقات الصلاة، فلا يصلي صلاة إلا في المسجد، ولا يخرج منه إلا وهو ينتظر أخرى ليعود فيصليها فيه، فهو ملازم للمسجد بقلبه، فليس المراد دوام الجلوس فيه".



سبحان الله لم يخطر ببالي أن هناك أناسًا قلوبهم دائمة التعلق بالمساجد،

لدرجة أنها لا تفارق مُخيلتهم من لحظة الخروج إلى الرجوع، لذلك كان

الجزاء عظيمًا أن يظلهم الله في ظل من عرشه يوم يطوق كل بني آدم إلى

ظل يستظل به من شدة الوقوف في أرض المحشر.



وما زلت أتأمل كيف يتعلق القلب بالمساجد، خصوصًا لمن لا يتعود إلا الذهاب

إليه في صلاة الجمعة، أو أوقات متفرقة دون الدوام والاستمرار؟ وهنا

وجدت لفتة بعد البحث أنْ لا بد من استشعار فضل الذهاب إلى المسجد،

وتذكير النفس به؛ حتى تتعود وتتعلق به، فهناك أحاديث عديدة تحثُّ على

الذهاب إلى المسجد؛ منها:

١- روى سلمان الفارسي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: "مَنْ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ، فَهُوَ زَائِرُ اللهِ،

وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ الزَّائِرَ".



٢- روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا».



٣- عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا تَطَهَّرَ الرَّجُلُ، ثُمَّ مَرَّ إِلَى الْمَسْجِدِ يَرْعَى الصَّلَاةَ، كَتَبَ لَهُ كَاتِبُهُ - أَوْ كَاتِبَاهُ - بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الْمَسْجِدِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَالْقَاعِدُ يَرْعَى لِلصَّلَاةِ كَالْقَانِتِ، وَيُكْتَبُ مِنَ الْمُصَلِّينَ، مِنْ حَيْثُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يَرْجِعَ إليه».



٤- روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«...وَالْمَلَائِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ،

يَقُولُونَ: اللهُمَّ ارْحَمْهُ، اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ،

مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ».



٥- روى أبو أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ"؛ رواه الطبراني، وصحَّحه الألباني في صحيح

الترغيب والترهيب.



والكثير والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث المؤمن على حب

بيوت الله والتعلق به، ففيه الخير الوفير والظفر برضا الرحمن في الداريين.



جعلنا الله ممن تعلَّقت قلوبهم بالمساجد،

ومَن يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله، اللهم آمين.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين



All times are GMT +3. The time now is 05:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.